أعلن الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة تعليق مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، وسط تأكيدات بأن التوصل إلى اتفاق بات وشيكا.
وصرح مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، بأن تعليق المفاوضات جاء بعد أن طرحت روسيا شرطا يتعلق بالعقوبات، لافتا إلى أن النص النهائي أصبح جاهزا ومطروحا على الطاولة.
وكتب في تغريدة على تويتر: “ثمة حاجة إلى وقفة في مباحثات فيينا نظرا لعوامل خارجية”، معربا عن أمله في أن تستأنف المحادثات سريعا.
وقال إنه بصفته المنسق الأوروبي للمحادثات سيتواصل مع كل أطراف خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي لعام 2015) والولايات المتحدة، لتجاوز الوضع الراهن وإنجاز الاتفاق.
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي إن روسيا وعدت بالرد في غضون بضعة أيام على مسألة الضمانات التي طلبتها خلال محادثات فيينا.
وفي تصريحات متزامنة، قال رئيس الوفد الروسي لمفاوضات فيينا إن منسق الاتحاد الأوروبي سيعمل على حل القضايا العالقة بسرعة رغم توقف المفاوضات.
وفي طهران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده اليوم الجمعة -في تغريدة على تويتر تعقيبا على تعليق المحادثات- إن أي عامل خارجي لن يؤثر على الرغبة المشتركة في التوصل إلى اتفاق.
وأضاف خطيب زاده أن توقف المحادثات قد يشكل دافعا لحل أي مسألة متبقية والعودة النهائية لاتفاق 2015.
وكانت طهران تحدثت أمس عن مطالب أميركية جديدة تسببت في تعقيد المحادثات، في حين أبدت الأطراف الغربية المشاركة في المحادثات قلقها من تأخر الاتفاق بسبب مطالبة روسيا بضمانات أميركية مكتوبة بألا تؤثر العقوبات الغربية على موسكو جراء حربها على أوكرانيا على تعاونها مع طهران في مجالات مختلفة.
بدوره أكد ممثل الصين في مفاوضات فيينا وانغ غون أن النص النهائي للاتفاق النووي جاهز تقريبا، وعبر عن أمله في استئناف المفاوضات خلال يومين.
وقال وانغ إن النص النهائي للاتفاق النووي يحتاج لمسات نهائية، مبديا أسفه لتعليق المحادثات.
وكانت إيران والدول المنخرطة في الاتفاق النووي لعام 2015 (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين) والولايات المتحدة، قد أكدوا في الآونة الأخيرة أن محادثات فيينا دخلت مرحلة حاسمة، مع التأكيد على أن بعض القضايا العالقة لا يزال ينبغي حلها.
لكن وبعدما أُعلن أن التوصل إلى اتفاق بين إيران والقوى الكبرى بات وشيكا في فيينا طرحت روسيا شرطا جديدا يتمثل في ألا تشمل العقوبات التي فرضت عليها بسبب الحرب في أوكرانيا علاقتها مع إيران.
وجاء هذا الشرط ليقلص حجم التفاؤل الذي ساد في فيينا بقرب التوصل إلى اتفاق، وليطرح أسئلة حول الدور الروسي في هذه المفاوضات في ظل السياقات الدولية الراهنة المرتبطة بالحرب في أوكرانيا.
وذكرت مصادر مقربة من المفاوضات أن الأطراف توشك أن تنهي المسودة النهائية للاتفاق، لكنها أوضحت أن هناك حاجة للموافقة عليها من كل الأطراف، بما فيها روسيا التي فرضت شرطها الجديد.
وكانت واشنطن اتهمت موسكو قبل ذلك بالسعي لجني مكاسب إضافية من مشاركتها في جهود إحياء الاتفاق النووي، والذي انسحبت منه واشنطن بشكل أحادي في العام 2018، مؤكدة أنها لن تنجح في ذلك.