وُسع مشهد الموضة المطبوع في السعودية مؤخرًا من خلال نشر مجلة أسلوب الحياة الراقية “هاربرز بازار السعودية” و “إسكواير السعودية”، في وقت لا يرى ناشطون حقوقيون ذلك بريئًا.
ويعتبر السماح بمثل هذه المشاريع اللامعة والترويج لها أحدث إضافة إلى استراتيجية “رؤية 2030” الخاصة بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والتي يريد من خلالها “القطع مع الماضي”.
وفي الأسبوع الماضي، عيّنت هيئة الأزياء السعودية بوراك كاكماك رئيسًا تنفيذيًا لها في المملكة.
وكاكماك، العميد السابق للأزياء في مدرسة بارسونز للتصميم في نيويورك، وعد بالترويج لـ “صنع في السعودية” كلاعب رئيسي في صناعة الأزياء العالمية.
لكنه أشار أيضًا إلى أنه يدرك أنه في الوقت الحالي لا تتوفر معلومات كافية حول الإبداع الذي يخرج من المملكة إلى بقية العالم.
وإصدار “هاربرز بازار السعودية” مخصص للسوق السعودي، ويتم توزيعه في المملكة فقط، ويراعي أذواقًا خاصة بالمستهلك السعودي، كما يعرض المواهب السعودية الصاعدة، والتي لم يسبق رؤية الكثير منها من قبل، وفق رئيسة تحرير المجلة أوليفيا فيليبس.
وفي كانون الثاني (يناير) 2021، عرضت إحدى عروض الأزياء الراقية عبايات مفتوحة وعصرية، بعد أن اعتاد السعوديون على أن تكون العباءة سوداء مغلقة بالكامل.
كما عُرض أمام جمهور مختلط في مدينة الرياض، نوع جديد من العباءات تسمح برؤية الكاحلين، بالإضافة إلى حجاب فضفاض.
وقبل مجيء ولي العهد محمد بن سلمان كان من المحرم شرعًا وعرفًا في السعودية ارتداء عباءات مفتوحة، أو تنظيم فعاليات أمام جمهور مختلط.
“غسل الأزياء”
وحتى الآن، نادرًا ما كان مصممو الأزياء السعوديون في دائرة الضوء الدولية، باستثناء محمد آشي بعباءاته الاحتفالية، والتي ارتدتها المخرجة الأمريكية آفا دوفيرناي في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2017، أو ماركة هندامى الخاصة بمحمد خوجة، التي حصل متحف فيكتوريا وألبرت في لندن على سترتها “24 يونيو 2018” (يوم السماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة) من أجل مجموعة أزياءهم الدائمة.
ومع ذلك، في فبراير الماضي فقط، تم إطلاق سراح لجين الهذلول، إحدى الناشطات النسويات التي قادت السيارة قبل رفع الحظر، بعد أكثر من 1000 يوم في السجن.
ولا تزال ناشطات أخريات احتججن على الحظر محتجزات.
لذلك، تنتقد منظمات حقوق الإنسان مثل هيومن رايتس ووتش أوراق الموضة اللامعة الجديدة في السعودية.
وقال مدير التواصل والمرافعة بقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش أحمد بن شمسي إن: “أسابيع الموضة وأحداث الترفيه المتوهجة هي أشياء رائعة يجب أن يتمتع بها الجمهور السعودي، لكن يجب أن يتمتعوا أيضًا بحقوق الإنسان”.
وأضاف “في حين يروج المسؤولون السعوديون لهذه الأحداث بشكل كبير، فإنهم يحرمون الشعب السعودي بشدة، وهذا غير مقبول”.
وانتقد بن شمسي إنفاق مليارات الدولارات عمدًا في جهود العلاقات العامة “لتحسين” صورة المملكة في جميع أنحاء العالم.
وتابع “لكن هذا الجهد يهدف أيضًا إلى تحويل الانتباه الدولي عن سجل حقوق الإنسان الشنيع للمملكة”.
ويشمل السجل، وفق الحقوقي، مقتل الصحفي جمال خاشقجي وتقطيع أوصاله، بالإضافة إلى الاعتقالات التعسفية للعديد من المعارضين والتعذيب والاختفاء القسري وجرائم الحرب في اليمن.
وقال: “لا يمكن لأي عدد من عروض الأزياء أن يبرئ تلك الانتهاكات”.