أوضح باحث في المعهد السويدي للشؤون الدولية في ستوكهولم أن ما تعتمد عليه أوكرانيا الآن في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي بريطانيا وأمريكا لا غير.
وذكر الدكتور أندرياس أوملاند في مقال له على موقع “ناشونال إنترست” الأميركي (The National Interest) أن تصعيد بوتين تجاه أوكرانيا يعود إلى قرب الانتخابات البرلمانية الروسية وتقاعس الاتحاد الأوروبي عن معاقبة الكرملين على مغامراته العسكرية بأوروبا.
وأفاد بأن شعبية النخبة الحاكمة الروسية تشهد تراجعا منذ أشهر عدة بسبب العواقب الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية بعيدة المدى لأزمة فيروس كورونا، التي تم حجبها في الإحصاءات الرسمية لروسيا.
وأضاف: وكذلك المشاكل السياسية وأشهرها تحوّل أليكسي نافالني التدريجي إلى بطل، وذلك رفع المخاطر التي يواجهها بوتين وأتباعه كثيرا منذ العام الماضي.
وبين المقال أنه حتى إذا قرر الكرملين في نهاية المطاف ألا يشنّ حربا كبرى في أوكرانيا، فمن المرجح أن تظل الأشهر القليلة المقبلة متوترة.
وقال الكاتب إن قرارات بوتين بالتوسع الإقليمي العسكري لروسيا في جورجيا عام 2008، وفي أوكرانيا عام 2014 كانت منطقية بحساب المكاسب السياسية المتمثلة في تعزيز شعبيته واستقرار نظامه مؤقتا وانخفاض التكلفة الاقتصادية للعمليتين اللتين لم تدفعا دولا خارجية، خاصة الاتحاد الأوروبي، إلى فرض عقوبات على روسيا.
وأشار إلى أن حزمة العقوبات الوحيدة التي اعتُمدت ضد موسكو وكان قد فرضها الاتحاد الأوروبي ولا تتعلق مباشرة بالصراع الأوكراني هي تلك التي صدرت بحقها بعد أقل من أسبوعين من إسقاط روسيا طائرة ركاب ماليزية فوق شرق أوكرانيا في 17 يوليو/تموز 2014، مضيفا أنها لا تزال سارية حتى الآن، وكان لها تأثير معتدل في الاقتصاد الروسي.
وأضاف الكاتب أن عقوبات مؤلمة قرر الاتحاد الأوروبي فرضها بحق موسكو لم يتم تبنّيها أبدا على مدى 30 عاما الماضية في مرحلة الحروب الروسية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وربما لن يتم تبنيها أبدا.
من المرجح أن تستمر التوترات الحالية بين روسيا والغرب وأوكرانيا أو تتصاعد، على الأقل، حتى الانتخابات البرلمانية.
وفي أسوأ السيناريوهات، وحسب توقعات الكاتب، يمكن أن يتحول الصراع المحتدم حاليا بين روسيا وأوكرانيا إلى حرب مفتوحة وشاملة بين الدول.
وأشار أوملاند إلى أن جيش أوكرانيا لم يعد كما كان في أثناء حرب 2014-2015، فقد أصبح أكثر عددا وأفضل خبرة في القتال مقارنة بالجيوش الأخرى في أوروبا.
وتوقع الكاتب أن يستمر الاتحاد الأوروبي في خطبه السلمية ويظل سلبيا في ممارسات السياسة الاقتصادية الخارجية ما دام لم يكن هناك قتل جماعي روسي إضافي لمواطني الاتحاد الأوروبي.
ويختم الكاتب مقاله بأن سلوك بوتين في الأشهر القليلة المقبلة والمدى الذي سيذهب في تصعيده تجاه أوكرانيا، سيعتمد إلى حد كبير على سياسة أميركا وبريطانيا إزاء روسيا.
المصدر: ناشونال إنترست