أمر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بالإفراج عن 16 مشتبهًا تم اعتقالهم بسبب محاولة “زعزعة استقرار” المملكة، ولم يتبق سوى مستشار لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأحد أفراد العائلة المالكة الأردنية رهن الاحتجاز.
وباسم عوض الله، وزير المالية الأسبق والرئيس السابق للديوان الملكي، وحسن بن زيد، الذي يحمل الجنسية السعودية، هما أبرز شخصيتين تم توقيفهما بسبب المؤامرة التي هزت المملكة.
وفي 3 أبريل / نيسان ، وصلت قوات الأمن إلى قصر عمان للأمير حمزة، الأخ غير الشقيق لعبد الله، وأبلغت ولي العهد السابق أنه يجب ألا يغادر منزله وأن يوقف جميع الأنشطة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال اللواء يوسف الحنيطي، قائد الجيش الأردني، لحمزة إن الناس من حوله متهمون بمحاولة زعزعة استقرار المملكة.
وذكر أن منشورات حمزة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تحسر على الوضع في البلاد قد تجاوزت “الخط الأحمر”.
وفي الوقت نفسه ، قُبض على عدة أشخاص بسبب مؤامرة مزعومة للتحريض على الفتنة، بمن فيهم عوض الله المعروف بأنه مقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
وبعد إقامة حمزة الجبرية، سرب الأمير عدة تسجيلات لنفسه ولحديثه مع الحنيطي، نافيا أي دور له في أي مؤامرة.
وبعد بضعة أيام، تعهد حمزة بالولاء لعبدالله وشوهد إلى جانب الملك خلال حفل الذكرى المئوية للأردن في 11 أبريل.
ومع ذلك ، لا يزال عوض الله رهن الاعتقال، على الرغم من محاولة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إطلاق سراح المسؤول السابق.
وجاء أمر الملك عبد الله بإطلاق سراح المشتبه بهم الستة عشر عقب التماس من أقاربهم وزعماء القبائل، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (بترا).
ووصف الملك عبد الله المشتبه بهم بأنهم “مغرورون” و”مضللون” و”منجرون وراء هذه الفتنة”.
ونقلت عنه “بترا” قوله: “ما حدث كان مؤلمًا، ليس لأنه كان هناك خطر مباشر على البلاد.
وفي الأسبوع الماضي، كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن اعتقال عوض الله جاء على خلفية اعتراض أجهزة المخابرات رسائل صوتية ونصية بينه وبين محمد بن سلمان، ناقشوا فيها كيفية زعزعة استقرار حكم الملك عبد الله.
وناقش الرجلان كيف ومتى يجب استخدام الاضطرابات الشعبية المتصاعدة في الأردن، والتي أذكاها الاقتصاد المتعثر في المملكة ووباء كوفيد -19، حسبما قال مصدر قريب من التحقيق.
وشاركت عمّان هذه الرسائل مع واشنطن، مما دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إصدار رسالة دعم قوية لعبد الله بعد ساعات من تنفيذ الاعتقالات.
وعلنًا، أعلنت الرياض دعمها للملك عبد الله.
ومع ذلك، خلال زيارة وفد سعودي إلى عمان في 5 أبريل لطلب الإفراج عن عوض الله، رفض الملك عبد الله مقابلة وزير الخارجية وتلقي خطاب دعم رسمي من الملك سلمان.
وأفادت وسائل إعلام الأسبوع الماضي أن عوض الله وحسن بن زيد سيحاكمان أمام محكمة أمن الدولة.