شدوى الصلاح
استنكر الكاتب والإعلامي الإماراتي أحمد الشيبة النعيمي، حديث السفير الإسرائيلي في الإمارات إيتان نائيه، عن تأثير التبادلات الشعبية بين كيانه المحتل وأبو ظبي وتناميها، مؤكدا أن التطبيع الشعبي من أكبر الأهداف الاستراتيجية التي يسعى إليها الكيان الصهيوني.
وأوضح في حديثه مع “الرأي الآخر” أن الاحتلال الإسرائيلي يريد القبول من الشعوب والمجتمعات، وهو أكثر حرصا على ذلك من الحكومات التي تعتبر في حالة من الهشاشة والضعف.
وأشار “النعيمي” إلى أن الكيان الإسرائيلي يعلم أن المستقبل لهذه الشعوب ويخشى من أن بقاءها على عدائها للكيان الصهيوني ونظرتها له سيبقى غريبا وغير قادر على الاندماج والتغلغل في هذه المجتمعات، وبالتالي الوصول لهدفه الأكبر في السيطرة على المنطقة.
وأضاف أن الكيان الصهيوني يريد أن يصل لوعي المجتمع العربي، من خلال هذا التطبيع الشعبي ويوجد صورة نموذجية لهذه العلاقة، بين عدو قاتل مجرم وشعوب بريئة، يحاول تغيبها عن الواقع ورسم صورة جديدة للواقع، وإمكانية حدوث هذا كأمر واقع بعد التطبيع الكبير الذي قامت به الإمارات.
وأكد “النعيمي” أن حكومة وسلطات الإمارات تعتبر النموذج الذي تريد إسرائيل لباقي الدول أن تحتذى به، مبيناً أن هذا النوع من التطبيع بالنسبة للكيان الصهيوني هو محاولة إدماج الشعوب مع بعضها.
ورأى النعيمي أن كل ما يقوم به الكيان الصهيوني من تغلغل داخل المجتمع الإماراتي، ومحاولة تبسيط عملية التطبيع، والاندماج الكامل بين الكيان الغاصب والحكومة الإماراتية، ومحاولة الدخول إلى الشعب الإماراتي، هي وإن كانت يائسة، لمعرفتنا بالمجتمع الإماراتي ولم يصل الكيان الصهيوني إلى ما يريد.
وأكد أن التبادلات الشعبية تعتبر قذفة نوعية تضرب الثوابت لدى المجتمعات العربية، بقبول المجرم الغاصب، وتمسح القضية من ناحية العقيدة والإيمان بحق المسلمين في هذه الأرض، والقبول بالعدو المحتل الغاصب أن يكون متواجدا على هذه الأرض كغاصب لها، ومدنسا لمقدساتها.
ولفت إلى أن هذا سيحقق قفزة نوعية على مستوى الجانب الإنساني، بفقدان الإنسانية التامة، مشيرا إلى أن غزة تقصف في رمضان والإجرام لم يتراجع، ومع هذا لم تتراجع السلطة الإماراتية إلى الخلف، بل تتقدم أكثر وأكثر في تلك العلاقة، ويراد من المجتمعات أن تقبل.
وقال إن الكيان الصهيوني لا يحسن من صورته، بل يفرض تقبله كما هو كيان مجرم غاصب يقتل ويسفك كل يوم، والمطلوب هو أن يصلوا إلى تلك المرحلة من التطبيع، وتكون انتهت أقوى التحديات الكبرى التي تواجهم في بقائهم، وهي الشعوب التي لا تريدهم.