شدوى الصلاح
حذر المحامي والناشط الحقوقي طه الحاجي، من استخدام السلطات السعودية لـ”الإنتربول الدولي” وعلاقتها مع الدول الآخرى، لملاحقة المعارضين بالخارج، مما يمثل خطر فعلي وحقيقي عليهم.
ودعا في حديثه مع “الرأي الآخر” المجتمع الدولي للانتباه لخطورة استخدام السلطات السعودية للأدوات الدولية لإسكات المعارضين وتكميم أفواههم، حتى لا يكونوا ضحية لمؤامرات الحكومات.
وأشار الحاجي، إلى ملاحقة السلطات السعودية للمواطن أسامة الحسني الأسترالي والسعودي الجنسية، حتى سلمته لها سلطات المغرب في فبراير/شباط الماضي، رغم وجود إفادة خطية من وزارة العدل السعودية بتاريخ سبتمبر / أيلول 2019 تؤكد برأته.
وأوضح أن وفقاً لتقرير هيومن رايتس ووتش الصادر أمس 4 مايو/أيار 2021، لم تكن لدي الحسني أصلا قضية جنائية أو مالية أو غيره، ورغم ذلك استغلت السلطات السعودية قضية قديمة منتهية ملفقة متمثلة في سرقة سيارة عام 2015 لملاحقته عبر الإنتربول.
وأكد الحاجي أن السلطات السعودية عندما تستهدف شخص تستخدم كل الوسائل لإسكاته، سواء كان موجوداً بالمملكة فيسهل اعتقاله وزجه في السجن وإصدار أحكام مطولة ضده، أو كان في الخارج فتلاحقه بالأدوات الدولية.
وأضاف أن السلطات تسعى بكل قوة لتكميم الأفواه وإسكات المعارضين المختلفين والمنتقدين بمختلف الطرق سواء بالإغراء أو التهديد أو الوعود أو القتل، كما فعلت واغتالت الصحفي جمال خاشجقي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وأشار الحاجي إلى أن السعودية تبذل أموال طائلة على شركات العلاقات العامة في مختلف بلدان العالم، وتصب كل جهدها والكثير من مقدراتها على الإعلام، لتحسين صورتها المشوهة وسمعتها الملطخة بالقتل والاعتقالات والاعتداء على الدول والتدخل في شؤونهم.
وأضاف الناشط الحقوقي أن مع ذلك لا تزال سمعتها تزداد سوءا، رغم كل التغيرات والتحولات التي تحدث، لافتاً إلى معاناتها من التخبط رغم محاولتها التخلص من التزمت والتشدد الديني الذي أفرز التطرف.
وأكد أن ذلك حول المملكة لدولة متطرفة سياسياً وأفرز نفس المخاطر التي كانت تعاني منها، مشيراً إلى أنها لا تقبل أي انتقاد أو ملاحظة على سياستها، ولا حتى الصمت والحياد، فلو حاول أحد المواطنين خاصة إن كانوا من المشاهير الصمت أو الحياد فإنها تعاقبهم.
وأضاف الحاجي: “أمامنا الكثير من القضايا على هذا المنوال منها قضية الشيخ سلمان العودة، الذي لم يقف بصورة صارخة وواضحة مع النظام السعودي مع مقاطعتها لدولة قطر لذلك اعتقلته وهو مهدد بالإعدام الآن”، مطالباً المملكة بإجراء إصلاحات حقيقية.