شدوى الصلاح
أعرب الأكاديمي والإعلامي المختص بالفكر السياسي الإسلامي والحركات الإسلامية عزام التميمي، عن تفاؤله بأن جماعة الإخوان المسلمين ستستعيد قريباً حيويتها وتتغلب على التحديات التي تواجهها.
وأوضح في حديثه مع “الرأي الآخر” عن مستقبل الجماعة في ظل الاتجاه لحسم صراعات الشرق الأوسط والمصالحات، أن من المؤشرات على ذلك أن الجماعة ما تزال حية تنبض في ضمير الأمة رغم تحالف أعداء الثورات العربية عليها وحشدهم إمكانياتهم لاستئصالها.
وقال التميمي، إن جماعة الإخوان المسلمين مشروع إصلاحي يحمل فكرة ميزته عن غيره من المشاريع المعاصرة منذ التأسيس وحتى الآن، وهي الإسلام الذي تعهد الله بحفظه، والذي يريد للبشر أن يتحرروا من كل طغيان وألا يخضعوا إلا لخالقهم.
وأضاف: “الإسلام الذي له موقف من كل نشاط بشري، فهو دين وسياسة، عقيدة وجهاد، معاملة واقتصاد، إنه منهج حياة يرشد الناس إلى الالتزام بالفضائل وتجنب الرذائل، ودعوة لأن تكون العزة لله ولرسوله وللمؤمنين”.
وتابع التميمي: “لئن كانت الفكرة مصونة ومحفوظة، إذ أنها دين الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فإن حملة هذه الفكرة يجري عليهم ما يجري على البشر من سنن الله، ولذلك لابد من التمييز بين الفكرة وحامليها، فالفكرة خالدة بينما من يحملها عابر”.
وعن من يتوقع أن تكون الضربة القاصمة التي تلقتها الجماعة بسبب هزيمة الثورات العربية هي القاضية، قال الإعلامي المختص بالفكر السياسي الإسلامي والحركات الإسلامية: “علينا أن نتذكر أن هذه الضربة لم تكن الأولى، وقد لا تكون الأخيرة”.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان تلقت قبل ذلك ضربات شديدة ظن خصومها بعد كل واحدة منها أنها القاضية، كانت الأولى في العهد الملكي في مصر في عام 1949، وجاءت الثانية في منتصف الخمسينيات في عهد الثورة، وتلتها ثالثة في منتصف الستينيات.
وأكد التميمي أن جماعة الإخوان كانت بعد كل ضربة تنبعث من جديد وتجدد نفسها وتنطلق بالفكرة التي تحملها، متوقعاً أن يقبل الناس على الإخوان المسلمين بمجرد أن يتاح لهم فرصة الاختيار كما فعلوا من قبل.
ورأى أن مصدر الخطر الحقيقي على جماعة الإخوان المسلمين ليس التنظيم بقدر ما هو الفكرة التي يحملها التنظيم، قائلاً إن هذا يعني أن الحرب على الجماعة طالما ظلت تحمل الفكرة لن تنتهي إلا بهزيمة خصومها حتى لو أثخنوها في البداية وأعاقوا مسيرتها.
وقال التميمي إن نقطة ضعف خصوم الجماعة الكبرى أنهم يستخدمون في الحرب عليها القوة المادية الغاشمة ولا يملكون مواجهة الفكرة التي تحملها، لأنها الإسلام، ومن يعادون الإسلام لا مفر أنهم مهزومون بإذن الله.