شدوى الصلاح
قال المعارض السعودي مقبول العتيبي، إن ممارسة النظام السعودي ضغوطاً لإنقاذ رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله، أحد المتهمين الرئيسيين في “قضية الفتنة”، والذي عمل سابقا مستشارا خاصا لولي العهد محمد بن سلمان لم ولن تكون أول أو آخر حماقة.
وأوضح في حديثه مع “الرأي الآخر، أن عوض الله هو أحد مستشاري بن سلمان الاقتصاديين وبحكم هذا لديه معلومات عديدة عن الاقتصاد السعودي والخطط المستقبلة، مؤكداً أن اعتقاله يشكل خطراً لتسريب تلك المعلومات لجهات أخرى.
وأشار العتيبي، إلى ان عوض الله، كان رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق ووزير تخطيط أسبق، وشغل منصب مبعوث أردني خاص إلى السعودية وكان يتردد للسعودية ويحمل جنسيتها ولديه علاقة شخصية مع ولي العهد وصلات مع سياسيين في الإمارات والسعودية.
ولفت إلى أن عوض الله ظهر بجانب بن سلمان في منتدى مستقبل الاستثمار في السعودية، وتم تصويره وهو يقوم بأداء الصلاة إلى جانب بن سلمان، موضحاً أن هذ الأمر لا يقوم به بن سلمان إلا برفقة مقربين.
واستنكر العتيبي وجود تحركات سعودية لافتة مثيرة للشكوك من قبل الخارجية وإرسال وفود لإرجاع عوض الله للمملكة، حتى وصل الأمر للتحذير من احتمالية ظهور مشاكل للسطح بين النظامين الأردني والسعودي، والحديث عن استماتة بن سلمان في الدفاع عنه وإرجاعه.
وتطرق إلى ما كشفت عنه صحيفة واشنطن بوست الأميركية، وإشارتها إلى دور محتمل لولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الأحداث التي شهدها الديوان الملكي الأردني في أبريل/نيسان الماضي.
ولفت العتيبي، إلى تأكيد الكاتب ديفيد إغناتيوس، في مقاله بالصحيفة الأميركية حصوله على المعلومات من مناقشات مع 10 مسؤولين حاليين أو سابقين لديهم معرفة مفصلة بالأحداث، وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم خلال حديثهم عن معلومات استخباراتية حساسة.
وأشار إلى قول الكاتب إن تقرير التحقيق الأردني حول القضية يقول إن أفعال المتآمرين المزعومين –بن سلمان ونتنياهو وترامب- لا ترقى إلى حد الانقلاب بالمعنى القانوني والسياسي، لكنها كانت محاولة لتهديد استقرار الأردن وتحرض على الفتنة.
ونبه العتيبي، إلى نقل الكاتب عن مسؤول سابق في الاستخبارات الأميركية قوله إن عوض الله قال إن بن سلمان مستاء لأنه لا يستطيع الحصول على صفقة سلام مع إسرائيل، وغير قادر على التعامل مع ردود أفعال الفلسطينيين إذا تمسك الملك بموقفه من القدس.
وتطرق أيضا إلى تأكيد المسؤول الاستخباراتي أن عوض الله المستشار المقرب من ولي العهد كان يعمل على ترويج صفقة القرن وإضعاف موقف الأردن وموقف الملك من فلسطين والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وقال المعارض السعودي: “الأحداث في الأردن فاجأت الكل واشتبه الكثير في مبالغة ملك الأردن في ردة فعله داخل الأسرة الملكية، لكن إذا أعدنا صياغة القصة بعناية بناء على مصادر أميركية وبريطانية وسعودية وإسرائيلية وأردنية يظهر أن الضغط على الملك كان حقيقياً”.
وأضاف أن الضغط على الملك كان يتزايد منذ بدأ ترامب الدفع من أجل المضي بخطته للسلام المزعوم في الشرق الأوسط مع حليفيه نتنياهو وبن سلمان، وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية شعر الملك عبد الله أن الثلاثة حاولوا إزاحته عن دوره كوصي على المسجد الأقصى”.
وتابع العتيبي: “إذا راجعنا الأحداث على مستوى القضية الفلسطينية وحملات التطبيع مع أنظمة عربية في عهد ترامب هناك دلائل واضحة أن بعض هذه الأنظمة لم تطبع إلا بإيعاز النظام السعودي كما حدث مع البحرين أو بمساعدة النظام اقتصاديا كما حدث مع السودان”.
وأكد أن هناك توجه للتخلي عن القضية الفلسطينية من قبل النظام السعودي روج له إعلامياً، مستشهداً بمقابلة بندر بن سلطان في قناة العربية وتقليله من شأن حركة فتح وحماس وبأن القضية عادلة ولكن محاموها فاشلون.
وذكر المعارض السعودي، بما هو حاصل بشأن تجريم وتشويه مقاومة حركة حماس، مشيراً إلى شن الذباب الإلكتروني حملات تشويه على مواقع التواصل الاجتماعي في تويتر والتفاعل على وسم #فلسطين_ليست_قضيتي على سبيل المثال.
ورأى أن كل هذا للضغط على الشعب الفلسطيني للقبول بصفقة القرن وإحلال ما يسمى بالسلام حتى ولو كان على حساب الحق الفلسطيني.
واستطرد العتيبي: “أيضا ما يعرف بمدينة نيوم مدينة أحلام وأوهام بن سلمان هي متاخمة وقريبة من منطقة الصراع العربي الإسرائيلي، لذلك يرغب ولي العهد في إنهاء هذا الصراع بأي ثمن حتى لو دخل في مغامرة جديدة وقلب أنظمة حكم أو ضغط على ملك الأردن”.