شدوى الصلاح
قال الكاتب والباحث السياسي ياسر سعد الدين، إن الصراع بين الرياض وأبو ظبي مستمر منذ عقود، لكن العلاقة تحسنت كثيراً بعدما عملت الإمارات على إيصال محمد بن سلمان إلى ولاية العهد، والدفع به إلى السلطة، بهدف الهيمنة على القرار السعودي.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر، أن الإمارات فعلت ذلك عن طريق جورج نادر مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وعلاقتها بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وصهره جاريد كوشنر.
وأوضح سعد الدين، أن هناك خلاف كبير في عدة ملفات بين السعودية والإمارات منها الملف اليمني، وتطاول مغردين محسوبين على الإمارات على السعودية، حتى ظن بعض المحللين أن هناك ملفات تهدد بها الإمارات بن سلمان.
وأشار إلى أن الإمارات تريد الهيمنة على القرار السعودي بشكل مطلق، مما أوصل الوضع الآن لمرحلة الصدام في عدة ملفات، مثل ملف البترول والصناعة، إذ تريد الإمارات بتحالفها مع إسرائيل الهيمنة على المنطقة لأبعد الحدود، بينما تستخدمها إسرائيل كبيدق.
وتوقع سعد الدين، تصاعد التوتر بين السعودية والإمارات ما لم يكون لدي الإمارات ما تهدد به حكام السعودية بشكل شخصي، مشيراً إلى أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وبن سلمان يميلان إلى التهور، ولولا التوازنات الدولية والخطوط الحمراء لوقعت حرب بين البلدين.
ولفت إلى أن السعودية تشعر أن الإمارات استخدمتها، ومع قيادة بن سلمان للسعودية وانعدام الخبرة، باتت الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات لمآلات الخلاف بين الطرفين لأن القضية مزاجية وتعتمد على حكم أفراد يفتقدون النضج والحس المسؤول.
واستبعد سعد الدين، أن يصير التصعيد بين الرياض وأبو ظبي إلى حرب عسكرية، وذلك من أجل التوازن الدولي، متوقعاً حدوث قطيعة وسحب للسفراء وقطع للعلاقات.
يشار إلى أن الخلافات بين السعودية والإمارات تصاعدت مؤخراً في عدة ملفات، أبرزها انتقاد وزير النفط السعودي عبد العزيز بن سلمان، الإمارات في اجتماع أوبك +، بعد رفض الأخيرة خطة تمديد استراتيجية خفض إنتاج النفط الحالية.
كما عدلت السعودية قواعد الاستيراد من الدول الأخرى الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي لتستبعد السلع المنتجة في المناطق الحرة أو التي تستخدم مكونات إسرائيلية من امتيازات جمركية تفضيلية وذلك في خطوة تمثل تحديا للإمارات مركز التجارة والأعمال في المنطقة.
وطبعت السعودية علاقاتها مع قطر، وتجري مقاربات في العلاقات السعودية التركية وحراك دبلوماسي نحو تطبيع العلاقات، فيما تشتد في اليمن الهجمات العسكرية بين القوات السعودية والقوات المدعومة إماراتياً.
ومؤخراً استضافت قناة العربية السعودية رئيس حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” في الخارج خالد مشعل بعد حملة تحريض على الحركة والإخوان خلال السنوات الماضية، في مؤشر على تغّير سياسة المملكة في هذا الملف بعكس تصعيد الإمارات محاربتها للإسلاميين.