غادرت سفينة حاويات ضخمة أغلقت قناة السويس في آذار (مارس) وعطلت التجارة العالمية، أخيرًا الممر المائي بعد أن وقعت مصر صفقة تعويض مع مالكيها وشركات التأمين.
وقال شهود عيان إن سفينة إيفر جيفن انطلقت الساعة 11:30 بالتوقيت المحلي (09:30 بتوقيت جرينتش) واتجهت شمالًا نحو البحر الأبيض المتوسط برفقة القاطرات.
وكانت السفينة محتجزة منذ ثلاثة أشهر قرب قناة مدينة الإسماعيلية.
ولم يتم الكشف عن شروط الصفقة لكن مصر طلبت 550 مليون دولار (397 مليون جنيه استرليني).
وتربط قناة السويس التي يبلغ طولها 193 كم (120 ميلاً) البحر الأبيض المتوسط في الطرف الشمالي للقناة بالبحر الأحمر في الجنوب وتوفر أقصر وصلة بحرية بين آسيا وأوروبا.
لكن الممر المائي الحيوي تعطّل عندما انغلق على طول 400 متر (1312 قدمًا) بسفينة إيفر جيفن بعد أن جنحت وسط الرياح العاتية.
وتعطلت التجارة العالمية حيث علقت مئات السفن في الازدحام المروري.
وتم إعادة تعويم سفينة الحاويات بعد عملية إنقاذ استمرت ستة أيام شملت أسطولًا من زوارق السحب وسفن التجريف، وقتل شخص واحد خلال العملية.
ومنذ ذلك الحين، تسعى هيئة قناة السويس للحصول على تعويض من مالك الشركة اليابانية، شوي كيسن، عن تكلفة عملية الإنقاذ، والأضرار التي لحقت بالقناة، وخسائر أخرى.
وطلبت هيئة الأوراق المالية والسلع في البداية تعويضًا بقيمة 916 مليون دولار، بما في ذلك 300 مليون دولار مكافأة الإنقاذ و300 مليون دولار لفقدان السمعة.
لكن نادي المملكة المتحدة- الذي أمّن على شوي كيسن مقابل التزامات طرف ثالث – رفض الادعاء ووصفه بأنه “كبير بشكل غير عادي” و “غير مدعوم إلى حد كبير”.
وفي وقت لاحق خفضت هيئة الأوراق المالية والسلع طلبها إلى 550 مليون دولار، لكن التسوية النهائية، لم يتم الكشف عنها.
وقال محامي الهيئة خالد أبو بكر خلال حفل توقيع الاتفاقية، إن الهيئة ملتزمة بالحفاظ على سرية شروط الاتفاقية.
وفي رسالة مسجلة تم بثها في الحدث، قال يوكيتو هيجاكي من شركة Imabari لبناء السفن، والتي تعتبر شركة شوي كيسن تابعة لها، إن الشركة ستظل “عميلًا منتظمًا ومخلصًا” لهيئة قناة السويس.
ولا تزال السفينة، التي تقل طاقمها الهندي، محملة بنحو 18300 حاوية.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أنه من المقرر أن تخضع لفحوصات السلامة في بورسعيد قبل الإبحار إلى روتردام في هولندا ثم إلى ميناء فيليكسستو في المملكة المتحدة حيث ستفرغ حاوياتها.