عُثر على نجل ناشطة حقوقية عراقية بارزة مقتولاً بالرصاص في جنوب البلاد بعد يوم من اختفائه.
وعثر على جثة علي كريم (26 عامًا) نجل الناشطة في البصرة فاطمة البهادلي في مدينة البصرة جنوب العراق، بعد أن فُقد لمدة 24 ساعة.
وعثر على كريم، الذي “اختطفه” مجهولون غربي مدينة البصرة، بحسب أقارب تحدثوا لوسائل إعلام عراقية قبل جنازته.
وقال مصدر طبي إن كريم أصيب بالرصاص في الرأس والصدر.
وأسست والدة كريم جمعية الفردوس التي تركز على حماية المرأة وتعليمها وتنظم حملات ضد تجنيد الشباب في الجماعات المسلحة.
وقال علي البياتي عضو لجنة حقوق الإنسان التابعة للحكومة العراقية، إنها كانت هدفا لاتهامات علنية من بعض الأحزاب السياسية، التي تزعم أنها مرتبطة بـ “صلات خارجية”.
وبسبب عملها، تعرضت “لتهديدات بالقتل وضغط اجتماعي شديد” على مر السنين، وفقًا لمجموعة فرونت لاين ديفندرز الحقوقية ومقرها أيرلندا.
ونعى رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي وفاة كريم.
وقال “ندين استمرار حملة الاغتيالات ضد النشطاء”.
وأعرب سفير الاتحاد الأوروبي في العراق مارتن هوث عن تعازيه ودعا إلى “تحقيق جدي” في مقتل كريم.
وقالت دوناتيلا روفيرا من منظمة العفو الدولية على تويتر: “يواصل نشطاء المجتمع المدني العراقي دفع أرواحهم وحياة أبنائهم”.
وكانت فاطمة البهادلي تلقت تهديدات من ميليشيات محلية قبل شهرين تطلب منها مغادرة البصرة.
وفي عام 2018، اتهمت وسائل الإعلام المدعومة من إيران بهادلي وعاملون آخرون في المنظمة غير الحكومية بصلات مع الولايات المتحدة خلال الاحتجاجات، بدعوى أن بهادلي كان وراء ما يحدث في البصرة.
وفازت بهادلي مؤخرًا بجائزة Frontline Defenders عن نشاطها في العراق.
وقالت الناشطة الحقوقية العراقية أثناء وداع ابنها: “مضى أقل من عام على مقتل ابني أحمد. والآن قتل ابني الأكبر. إلى أين يجب أن أذهب؟ لمن يجب أن أشتكي؟”.
وقالت: “أنا أعرفهم جيداً”. إنهم عصائب أهل الحق [ميليشيا شيعية]. عادة ما يرسلون لي تهديدات للضغط عليّ لمغادرة البلد أو مدينتي، لكنني لم أغادر”.
وقال سجاد محمد، الصديق المقرب لكريم: “لا أصدق أن علي سيدفن تحت الأرض وأن قتله سيظلون يظهرون أمام الحكومة. لن يعتقلهم أحد. إنهم مليشيات. وهذا يعني أنهم أقوى من الحكومة”.
وقال الناشط مهدي صلاح المقيم في البصرة: “فشلت الحكومة في حماية مواطنيها والنشطاء والصحفيين. ما حدث هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان. ما هو خطئه؟ فقط بسبب والدته فاطمة البهادلي؟”.
وأضاف “قد نكون الهدف التالي. يمكنهم قتلنا أينما ومتى يريدون”.
وقال زيد عباس، وهو ناشط آخر مقيم في البصرة ومقرّب من البهادلي: “إنهم [الميليشيات] يعتقدون أنهم سيسكتوننا، لكن لن يتم إسكاتنا. سنواصل الاحتجاج، وسنواصل نشاطنا مهما كلفنا ذلك، حتى لو كلفنا حياتنا”.
وأضاف “الأمن في البصرة غائب تماما. نحن نعيش خارج سيطرة الحكومة”.
واستهدفت أعمال القتل ومحاولات القتل والاختطاف عشرات النشطاء بعد اندلاع حركة احتجاجية أواخر عام 2019 ضد حكومة يُنظر إليها على أنها فاسدة.