سلمت مؤسسة فكرية، تتخذ من واشنطن مقرًا لها، جائزة إلى ولي عهد أبو ظبي ضمن “قادة بارزين”، لمساهمته في “تأمين السلام” مع الكيان الإسرائيلي، و”التسامح الديني”، في وقت يُتهم محمد بن زايد بالإشراف على انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان والتدخلات الأجنبية الوحشية.
واحتفل معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الذي يهدف إلى تعزيز مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بالذكرى الأولى لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الكيان والإمارات بمكافأة محمد بن زايد آل نهيان بجائزة رجل الدولة الباحث لعام 2021.
وقال المدير التنفيذي للمعهد روبرت ساتلوف إن قيادة بن زايد “أتاحت تنفيذ الاتفاقات الأولى بين إسرائيل والدول العربية منذ أكثر من عقدين ورفعت سقف ما يشكل سلامًا كاملاً ودافئًا بين العرب والإسرائيليين”.
كما تم تكريم ولي العهد “لتوسيع نطاق التسامح الديني في الداخل”.
وأضاف ساتلوف: “إن ازدهار الكنائس والمعابد اليهودية والمؤسسات الدينية ذات الصلة في الإمارات يضع معيارًا جديدًا للتسامح الديني يأمل المرء أن تبدأ دول المنطقة في محاكاته”.
وأثار الإعلان عن الجائزة استنكارا وسخرية، حيث استشهد معلقون ونشطاء بانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الدولة الخليجية.
وقال نادر هاشمي الأستاذ المساعد للشرق الأوسط والسياسة الإسلامية في جامعة دنفر، إن الإنجاز يكافئ حاكم أبو ظبي الفعلي على “تخليه عن الفلسطينيين”، في إشارة إلى التطبيع.
كما اعترض العديد من النشطاء على مزاعم المعهد بأن الإمارات وسعت نطاق التسامح الديني في الداخل.
ورد آدم كوغل، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش ، بنشر تقرير عن استهداف السلطات الإماراتية للشيعة الباكستانيين بشكل تعسفي.
وأفاد تقرير في يونيو بأن الإمارات أخفت قسرًا ورحلت العديد من الباكستانيين الشيعة في عام 2020، وبعض منهم ما زال مكانه مجهولًا.
وقال متحدث باسم هيومن رايتس ووتش في ذلك الوقت: “تزعم الإمارات أنها تحترم الحرية والتنوع، لكن الإخفاء والترحيل التعسفي للسكان الشيعة منذ فترة طويلة يشير إلى أن هذا التسامح والاحترام لا يمتد إلى جميع الطوائف الدينية”.
وقال اندرياس كريج، أستاذ مساعد في قسم الدراسات الدفاعية من كينجز كوليدج لندن “قد يكون لدى معهد واشنطن تفسير مختلف قليلاً للتسامح عن التقاليد الفلسفية الليبرالية التي يعود تاريخها إلى سقراط – أي السماح أو قبول الأفكار والمعتقدات والآراء التي يختلف معها المرء- لأن الإمارات تحت حكم محمد بن زايد كلها متسامحة”.
وجاءت الجائزة في نفس اليوم الذي اعترف فيه ثلاثة مسؤولين سابقين في المخابرات الأمريكية أمام محكمة أمريكية بالمشاركة في عملية قرصنة إماراتية تستهدف أعداء ومنافسي الدولة الخليجية.
وكان العملاء السابقون جزءًا من وحدة سرية تدعى “مشروع ريفين” قامت باختراق حسابات نشطاء حقوق الإنسان والصحفيين والحكومات المتنافسة بأمر من النظام في الإمارات.
واعترفوا بنشر سلاح إلكتروني متطور سمح لدولة الإمارات باختراق أجهزة أبل، دون الحاجة إلى هدف للنقر على الروابط الخبيثة.
وخلص تحقيق لرويترز إلى أن مشروع ريفين تجسس على العديد من نشطاء حقوق الإنسان، بعضهم تعرض للتعذيب في وقت لاحق على أيدي قوات الأمن الإماراتية.
وقال الأكاديمي والمعلق مارك أوين جونز: ” يبدو أن معايير معهد واشنطن للفائزين بجائزة رجل الدولة الباحث، الخاص بها هي تلك التي تشارك بعمق في جلب المعاناة إلى الشرق الأوسط”.