شدوى الصلاح
قال الأكاديمي العراقي والخبير في مركز دراسات الشرق الأوسط الدكتور زيد عبدالوهاب الأعظمي، إن إقامة مؤتمر في العراق للتطبيع مع إسرائيل خيانة للأمة العربية والإسلامية وخرق فاضح للثوابت الوطنية والقيمية العراقية التي نشأ عليها العراقيون.
وتوقع في حديثه مع الرأي الآخر، وجود أطراف خارجية “خليجية” في كواليس صناعة القرار تدفع العراق نحو التطبيع رسمياً مع الاحتلال الإسرائيلي، لكنه استبعد ذلك في الوقت الحاضر نظراً للفجوة السياسية بين بغداد وبعض عواصم القرار في مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف الأعظمي، أن المؤتمر الذي عقد في أربيل مبهم ويعد سابقة لم تحدث في التاريخ الحديث للعراق مطلقاً، وقد تبرأ منه أغلب القائمين عليه وكذلك الإقليم المضيف في بيان رسمي، ولذلك من الصعب الحديث عن الهدف الحقيقي من إقامته.
ووصف المواقف السياسية في البيانات الرسمية التي صدرت من الحكومة والقوى السياسية في أعقاب المؤتمر بـ”المألوفة”، مضيفاً أن شدتها وتفاعلاتها تأتي أيضا لأهداف انتخابية محضة، وتحشيداً للشارع تجاه كيانات سياسية محددة.
ورأى أن توقيت انعقاد المؤتمر يؤكد فكرة أنه للشغب السياسي لا أكثر، مؤكداً أن كل هذه المؤتمرات تحفز الجماعات السياسية التي تستخدم ورقة التطبيع للتحشيد الانتخابي، لذلك توقيت المؤتمر بالعادة يكون في ظرف أكثر هدوءً من الضجيج الانتخابي.
وأكد الأعظمي، عدم وجود حتى اللحظة مبرر قانوني واقتصادي يبرر لبغداد التطبيع مع تل أبيب، كما توجد جملة محددات داخلية تحول دون التطبيع، أبرزها شكل النظام السياسي والمحدد الاقتصادي والفجوات السياسية بين المكونات الطائفية والعرقية والأثنية في العراق.
واستبعد الأكاديمي العراقي، وجود مقدمات للتطبيع مع إسرائيل في العراق، مذكراً بأن النظام السياسي في العراق برلماني، مما يصعب المضي نحو التطبيع وحصول إجماع سياسي في السلطة التشريعية تجاه هذا القرار.
وأشار إلى أن إيران تبحث عن مصالحها في العراق وتنظر إليه كورقة في مفاوضات الملف النووي الإيراني، حيث يمثل العراق الرئة التي يتنفس منها النظام الإيراني في ظل ضغط العقوبات الأميركية على طهران.
يشار إلى أن منظمة أميركية عقدت الجمعة 24 سبتمبر/أيلول الجاري، مؤتمراً في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق بعنوان “السلام والاسترداد” يهدف لانضمام العراق إلى ما يسمى “اتفاق السلام الإبراهيمي” والتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وحضر المؤتمر نحو 300 شخصية عراقية بينهم شيوخ عشائر من الطائفتين السنية والشيعية من ست محافظات، هي بغداد والموصل والأنبار وصلاح الدين وديالى وبابل، وفق رئيس المركز ومؤسسه جوزيف براودي، هو من أصل يهودي عراقي.
المؤتمر أثار استياء العراقيون، ودفعهم لإعلان رفضهم للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أصدر القضاء العراقي مذكرات اعتقال للمشاركين في المؤتمر، مما دفع بعضهم لإعلام تبرؤهم منه.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم حكومة الإقليم الدكتور جوتيار عادل أن “ما طرح في اجتماع أربيل لا يعبر البتة عن رأي حكومة إقليم كردستان والحكومة ملتزمة بالدستور الذي ينص على أن رسم السياسات الخارجية من الاختصاصات الحصرية للدولة الاتحادية”.