أكد رئيس مجلس إدارة منظمة سند الحقوقية المعارض السعودي الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي، معلومة موثقة، أن شيخ الحقوقيين الدكتور موسى القرني أبرز إصلاحي جدة، الذي أعلنت وفاته الثلاثاء 12 أكتوبر/تشرين الأول، قتل ضرباً في سجن ذهبان.
وقال في تغريدات على حسابه بتويتر، إن لديه وثيقة تثبت وفاة القرني، بسبب ضرب في الرأس والوجه، مشيراً إلى أن عادل الصبحي مدير سجن ذهبان -سيئ السمعة يقع في مدينة جدة غرب المملكة-، تعمد سجن القرني مع التكفيريين.
وأوضح الغامدي، أن محاولات جرت مع إدارة السجن لنقل القرني مع كبار السن أو في الانفرادي لأنه مهدد بالقتل، وسبق أن ضربه الغلاة بتحريض من الصبحي، ثم اعتُدي عليه أخيرا وضرب في وجهه حتى مات.
وبدورها، طالبت منظمة سند في تغريدة لها على تويتر، بتدخل عاجل من المنظمات الدولية لإجراء تحقيق شامل يكشف حقيقة هذه الانتهاكات.
وجاء في وثيقة موقعة ومختومة من الطبيب الشرعي الدكتور عبدالله الجدعاني، تداولها الناشطون على تويتر، أن سبب الوفاة المباشر، الإصابات الرضية بالوجه والرأس وما نتج عنها من مضاعفات، موضحة أن مكان الكشف كان في المركز الطبي الشرعي بجدة.
يشار إلى أن الأمين العام لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض يحيى عسيري، سبق أن حمل السلطات السعودية المسؤولية كاملة في وفاة القرني، موضحاً أنه أعطى أدوية غير مناسبة وتعرض للضرب داخل السجن عدة مرات، وأنه لديه شهادات من داخل السجن والمستشفى سينشرها ويكشف عنها قريباً.
وبدورها، قالت منظمة القسط المعنية بدعم حقوق الإنسان بالسعودية، إنها ثبت لها تعمد السلطات السعودية الإضرار بالقرني بإعطائه أدوية نفسية غير مناسبة وتعريضه لظروف قاسية لإلحاق الضرر.
معاناة القرني بدأت عام 2006 حين تقدم مع ثلاثة آخرين بلائحة إلى الملك عبد الله -العاهل السعودي آنذاك- تتكون من عدة بنود تتعلق بالحرية والعدالة والمساواة والتعددية والديموقراطية وأهمية دور المرأة في المجتمع، ليتم اعتقاله بعد ذلك بعام واحد، تحديداً في فبراير/شباط 2007 مع مجموعة مكونة من تسع أفراد، وتم الزج بهم في القضية التي عُرفت فيما بعد بـ “خلية الاستراحة” أو “إصلاحيو جدة”.
بعد ثلاثة أعوام من الاحتجاز دون محاكمة، حكمت المحكمة الجزائية المتخصصة على أعضاء المجموعة بالسجن لفترات طويلة وغرامات مالية والمنع من السفر، وقد حُكم على القرني بالسجن لمدة 20 عاماً، في محاكمة افتقرت إلى أدنى معايير المحاكمة العادلة، وحُرم فيها المعتقلون من التمثيل القانوني أو الدفاع عن أنفسهم.