شدوى الصلاح
قال الناطق الرسمي باسم حزب سودان المستقبل وجدي صلاح، إن النظام المصري العسكري يسعى لتطبيق سيناريو الانقلاب في السودان، فيما ينفذ النظام الإماراتي أجندته لتحقيق مطامعه، بينما يدعم النظام السعودي النظام العسكري لمصالحه المشتركة في اليمن.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر، أن المكون العسكري في مصر، حاول تشتيت أهداف الشعب السوداني التي خرج من أجلها في ثورة ديسمبر، فضلاً عن القصاص لشهداء الثورة الذين سقطوا بآلات المجلس العسكري في مجزرة فض اعتصام القيادة العامة في يونيو 2019.
وأشار صلاح، إلى أن هذه المطالب جعلت العسكر أكثر إصراراً على إعاقة مسار التحول المدني الديمقراطي الذي سيبعدهم عن المشهد ويعرضهم للمحاكمات، وازداد شراسة تجاه إجهاض أهداف الثورة كلما اقتربت نهاية فترته لرئاسة المجلس السيادي.
ولفت إلى أن موعده الانتهاء كان منتصف الشهر القادم، لتتحول رئاسته للمكون المدني بحسب التعديلات على الوثيقة الدستورية في اتفاقية سلام جوبا، موضحاً أن لذلك ارتهن المكون العسكري لبعض الدول الخارجية، ولتطبيق أجندتها مقابل الخروج من هذا المأزق.
وألمح الناطق الرسمي باسم حزب سودان المستقبل، إلى زيارة رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبدالفتاح البرهان بزيارة سرية قبل ثلاثة أيام لدولة الإمارات، مرجحاً أنها لها علاقة بهذا الانقلاب الذي نفذه صبيحة الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وأشار إلى أن البرهان بعد استلامه لرئاسة المجلس السيادي، التقى بعدد كبير من قادة الدول ومن ضمنهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، نظراً للمصالح المشتركة بينهما وعلى رأسها حرب اليمن ومشاركة القوات السودانية فيها بجانب السعودية.
ورأى صلاح، أن من الطبيعي أن يكون هناك في المقابل دعم من السعودية للبرهان والمجلس العسكري، لكن الدور الأكبر للإمارات لأن لها أجندة في السودان ومصالح ومطامع ممتدة في شرقها بالتحديد وأيضاً في مواردها من الذهب.
ورجح تراجع دور السعودية في دعم البرهان مؤخراً بعدما أصبح الأخير يعمل بشكل علني على إعادة الإخوان المسلمين من جديد للمشهد، لأن المملكة لن تقبل بذلك، مشيراً إلى أن البرهان لم يلتقى بأي من قادة السعودية منذ فترة طويلة.
ووصف صلاح، الانقلاب الحالي بأنه أغرب انقلاب عسكري يحدث في تاريخ السودان لأن المعروف أن عامل الوقت من أهم عوامل نجاح الانقلابات العسكرية، لكن الوقت لم يكن مناسباً، لأن الشعب السوداني خرج قبل أربعة أيام في واحدة من أعظم المليونيات التي حدثت خلال الثورة.
وأوضح أن الشعب خرج للتأكيد على مدنية الدولة رافعاً شعارات ضد الانقلابات العسكرية، ومندداً بسياسات العسكر التي يتبعها ضد إرادة الشعب في إعاقة مسار التحول المدني الديمقراطي، ودعمه لاعتصام الفلول أمام القصر الجمهوري المطالب بحل الحكومة المدنية الانتقالية بغرض إعادة منسوبي وشركاء النظام البائد للحكم من جديد.
يشار إلى أن القائد العام للجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، حل صباح الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، مجلسي السيادة والوزراء، وأعلن حالة الطوارئ في البلاد.
وقال في بيان مقتضب عبر التلفزيون الرسمي، إن الجيش سيشكل حكومة كفاءات وطنية مستقلة، لحين إجراء الانتخابات المقبلة، وتسليم السلطة للمنتخبين، زاعماً أن الجيش ملتزم بالوثيقة الدستورية للعملية الانتقالية.
وجمد البرهان ما يعرف بلجنة التمكين، ومراجعة آليات عملها وأهدافها، والتي عملت خلال الفترة الماضية ملاحقة وفصل كافة المنتمين للنظام القديم، وأقال جميع ولاة الولايات، وتكليف الأمناء العامين للوزارات بتسيير أعمال وزاراتهم.
وألقت قوة عسكرية سودانية، القبض على وزراء ومسؤولين سودانيين، وسط أنباء عن وضع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قيد الإقامة الجبرية في منزله.