- سمعة المملكة في عهد الملك سلمان وابنه في الحضيض
- أجندة حزب التجمع تساند المشروع الديمقراطي الذي يمثل طوق النجاة
- تداول السلطة داخل الحزب يهدف لتعويد المجتمع على ذلك
- نطالب بالحقوق والعدالة والمساواة وصناديق الاقتراع وتداول السلطة
- أبواب الحزب مفتوحة لأفراد الأسرة الحاكمة دون ألقاب “سمو وجلالته”
- البيعة السعودية مهزلة لا علاقة لها بالحضارة الإسلامية ومفهومها
- مصطلح البيعة تم استهلاكه بطريقة مزرية في المملكة
- يجب تطوير “البيعة” واستبدالها بصندوق اقتراع
- الملكية المطلقة تقصي الشعب وأعضاء الأسرة الحاكمة
شدوى الصلاح
بالتزامن مع احتفال النظام السعودي بما أسماه “ذكرى البيعة السابعة للملك سلمان بن عبدالعزيز”، في ظل نظام ملكي ديكتاتوري لا يتبع أي آلية حقيقية لاختيار الحاكم، يواصل حزب التجمع الوطني السعودي المعارض، تأسيسه للمسار الديمقراطي، وممارسة أبرز معاني الديمقراطية المتمثلة في التصويت على منصب الأمين العام للحزب.
وأراد الحزب بذلك تطبيق نموذجاً يحتذى به في ممارسة “التداول السلمي للسطة” التي يفتقر لها الداخل السعودي، إذ تتكشف تباعاً الأحقاد الدفينة بين أفراد العائلة المالكة وصراعاتهم على منصبي الملك وولي العهد، والذي وصل حد تفكير ولي العهد محمد بن سلمان قبل منصبه، في قتل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بخاتم روسي مسموم.
لكن الإعلام السعودي الداخلي وجهات إعلامية خارجية ممولة سعودياً تدعي اعتزاز الشعب بنظام الحكم الملكي، وتزعم في مثل هذه الأيام من كل عام، الإجماع الشعبي على مبايعة الملك، ويتحدثون عن مميزات الملكية وإنجازات الملوك ودور هيئة البيعة في اختيار الملك وولي العهد، في إخفاء متعمد لعيوب الملكية الاستبدادية المطلقة.
وللوقوف على الحقيقة حاورت “الرأي الآخر” المتحدثة الرسمية باسم حزب التجمع الوطني الدكتور مضاوي الرشيد، الأكاديمية السعودية والمعارضة البارزة المقيمة في لندن، حفيدة آخر حاكم من أسرة الرشيد الحاكمة في حائل، والأستاذة الزائرة في مركز الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.
إليكم نص الحوار
** بداية.. ما هي حيثيات تأسيس هيئة البيعة ؟
– تأسست هيئة البيعة في لحظة حرجة خلال حكم الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل 15 عام، حيث كان يشعر بالقلق من باقي أخوته خاصة سلمان بن عبدالعزيز، وجاءت إبان تدهور صحة نايف بن عبدالعزيز وسلطان بن عبدالعزيز، وتم وفاتهم بعد ذلك بثلاث سنوات تقريباً.
** كيف ينظر حزب التجمع للهيئة؟
– الهيئة “صورية” لأنه مفترض أن تجتمع وتنتخب الملك الجديد بعد وفاة عبدالله لكن هذا لا يحدث في ظل ملكية مطلقة.
** هل للبيعة في السعودية أي علاقة بنظام الحكم الإسلامي أم مجرد آلية لشرعنة انتقال العرش؟
– البيعة السعودية أصبحت مهزلة حيث لا علاقة لها بالحضارة الإسلامية وتاريخها ومفهومها ولا علاقة لها بالمفاهيم الحديثة لتداول السلطة.
– لا يوجد في المملكة أي آلية أو مؤسسة للنظر في منصب الحاكم الذي يعد أهم منصب في الدولة، فهي مجرد مهرجان يتم ترتيبه من قبل السلطة، والشعب مجبر على الحضور وتقديم البيعة حتى ارتبطت بصور للملك الجديد، والأطفال الصغار الذي يأتون للمدارس ليبايعوا صورة كارتونية ليثبتوا للمجتمع أن الجميع متفق على هذه البيعة.
** هذا ما حدث بالفعل في الاحتفالات الذكرى السابعة “الهجرية” لما يسمى بيعة الملك سلمان بن عبدالعزيز، فما تقيمك لفترة حكمه؟
– مرت 7 سنوات على حكم سلمان حصدت خلالها المملكة أسوء سمعة لها رغم تضارب الإعلام العالمي والعربي حول حكم سلمان وابنه، رغم اعتمادهم على الإعلام لإظهار صورة جديدة للمملكة مع تولي محمد بن سلمان العرش كولي للعهد.
– لكن هذه الصورة الإيجابية التي رددتها القنوات الإعلامية وانبهر بها العالم جاءت على خلفية القمع الذي لم يحصل في المملكة من قبل.
** رغم ذلك القمع الذي تتحدثين عنه إلا أن هناك عبارات مازال تتردد مثل “تجديد البيعة والسمع والطاعة والولاء المطلق” وغيرها من الكلمات التي يتم تداولها بكثرة مع ذكرى البيعة في كل عام، فما رأيك فيها؟
– مصطلح البيعة تم استهلاكه بطريقة مزرية في المملكة العربية السعودية حيث لا بيعة لملكية مطلقة، وهم يعتمدون بذلك على معنى ورمزية البيعة في التراث الإسلامي ولكن هذا بعيد عن ما يحصل في المملكة خاصة وأنها تعتبر إجراء صوري يأتي المجتمع بأطيافه المختلفة لتقديم السمع والطاعة دون أي نقاش أو انتخاب.
** وهل يمكن أن يصبح مفهوم البيعة بالمملكة “إرادة أكثرية في صندوق اقتراع”؟
– نحن في القرن الـ21 يجب أن تتطور هذه البيعة وتستبدل بصندوق اقتراع.
** أين أعضاء هيئة البيعة مما وصل له حال المملكة؟ وأين باقي أفراد العائلة المالكة من سياسات سلمان وابنه؟
– نلاحظ الآن أن أعضاء هيئة البيعة المشكلة من 33 أمير ليس لهم وجود أبداً، ونرى أن أغلب أمراء الجيل الثاني كمحمد بن نايف والوليد بن طلال وأولاد الملك عبدالله مختفين جميعاً في ظل عصر الملكية المطلقة التي لا تقصي الشعب فقط بل تقصي أعضاء الأسرة الحاكمة.
وهذه بادرة جديدة في تاريخ المملكة، حيث كان الحكم بالتشاور سابقاً، أما الآن فنحن على ما يسمى بـ”حكم الرجل الواحد”، وهذا الخطر الذي يحذر منه حزب التجمع الوطني.
** على ذكرك لتحذيرات الحزب، حينما دعا أمينه العام السابق لانتخابات مبكرة على منصبه قال إنه يؤسس لتجربة ديمقراطية، فهل يمكن أن يصبح حزب التجمع نموذجاً يحتذى به في ترسيخ الديمقراطية بالداخل السعودي؟
– بعد عام من تولي يحيى عسيري الأمانة العام لحزب التجمع الوطني قررنا بالإجماع أن تتغير الوجوه ولكن يبقى عسيري عضو فعال في الحزب يشارك بكل مهامه وأموره، ونهدف من ذلك تعويد المجتمع والجمهور على تداول السلطة، وأن مركز الأمين العام ليس مركز مالك أو مستمر مدى الحياة، لذلك صوتنا وتغيرت الوجوه ولكن الأعمال تبقى كما هي.
– والآن الأمين العام هو عبدالله العودة، ونحن نطمئن لإيمانه بمبادئ الحزب والثبات على توصياته وأعماله، ونحن نريد أن تتغير الوجوه دوما ونتداول المناصب دوما حتى لا نصبح نحن والكرسي وجهاً واحداً كما هو الحال في السعودية أو في البلدان العربية الأخرى.
** ما الأجندة التي يعتمدها الحزب لتحقيق ذلك وماذا يملك من أدوات؟
– أجندة الحزب وأعماله تقوم على التوعية وحشد الرأي العام لمساندة المشروع الديمقراطي الذي يمثل طوق النجاة للبلد خاصة وأن سمعتها الآن أصبحت في الحضيض في ظل القمع المستشري الذي لا يمكن توقفه إلا إذا كانت هناك آليات ومؤسسات وقضاء مستقل، ونحن نعمل على هذه الأمور من خلال توعية الشباب والحشد وألا نقبل بمنظومة السلطة التي تفرض القمع والحكم الجبري على المجتمع.
– نحن نطالب بالحقوق والعدالة والمساواة وصناديق الاقتراع وتداول السلطة.
** هل يضم الحزب أمراء من الجناح المعارض داخل العائلة؟ وكيف سيكون التصرف إذا تقدم أحدهم بطلب عضوية سرية؟
– لا يوجد في الحزب أعضاء من الأسرة الحاكمة، ربما هناك من يساندنا من بعيد ولكنه يتردد ويخاف من الانضمام إلينا.
– نحن نفتح الأبواب للجميع وإذا أراد أحد أفراد الأسرة الحاكمة أن ينضم فليس لدينا أي مشكلة شرط أن يكون عضو مثل جميع الأعضاء متساوي في الحقوق والواجبات وله صوت واحد في فترة انتخابات الحزب، وكذلك يكون مساند لنا بالطريقة التي يراها.
** وهل ولاءه للحزب واتباعه لسياساته الداخلية والتزامه بأجندته ولائحته الداخلية مضمون؟
– نحن لا نجرم الأشخاص وحتى الأمراء إذا لم يكن لهم تاريخ في القتل والتعذيب والتنكيل بالمواطنين، أو سرقة ونهب المال العام، وإذا أرادوا أن ينضموا للحزب فمرحبا بهم كأعضاء متساوين وليس عندنا في الحزب سمو وجلالته، نحن كلنا أبناء شعب واحد لا تفرقة بيننا على أساس عنصري أو منصب أو قبلي أو مناطقي.