سلط تقرير لوكالة “فرانس برس” الضوء على أحوال العاملين بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية بعد تحجيم صلاحياتها بشكل كبير، وتوسيع صلاحيات هيئة الترفيه.
ونقلت الوكالة عن فيصل، الموظف المستقيل من الهيئة، والذي طلب استخدام اسم مستعار لحماية هويته قوله إن: “أي شيء كان يجب أن أحظره مسموح به الآن، لذا استقلت”.
وكانت الهيئة مختصة بفرض احترام الشريعة الأخلاقية الإسلامية، ومنع أي عمل يعتبر غير أخلاقي، من تهريب المخدرات إلى التهريب غير المشروع، وصولاً إلى مراقبة السلوك الاجتماعي بما في ذلك الفصل الصارم بين الجنسين.
لكن تم تهميش الهيئة في عام 2017، حيث حاولت المملكة الغنية بالنفط التخلص من صورتها المحافظة على يد ولي العهد محمد بن سلمان.
وقال فيصل، 37 عاما، الذي كان يرتدي عباءة تقليدية داكنة، إن المطوع “حُرم من جميع صلاحياته” و”لم يعد له دور واضح”.
وفي السابق، كانت السلطة الرئيسية المعروفة في السعودية هي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويضيف فيصل ساخرًا “أما اليوم فأهم هيئة هي الترفيه”.
ولعقود من الزمان، كان المطوع يمنع النساء اللائي لا يرتدين العباءة بشكل صحيح، لكن تم الآن تخفيف القواعد المفروضة على العباءة، وأصبح الاختلاط بين الرجال والنساء مسموحًا، ولم تعد الشركات مجبرة على الإغلاق خلال أوقات الصلاة اليومية الخمس.
وقال تركي، وهو مطوع سابق آخر طلب أيضًا تغيير اسمه، إن المؤسسة التي عمل بها لمدة عقد من الزمان “لم تعد موجودة”.
وقال إن العاملين الباقين يفعلون ذلك “مقابل الراتب فقط”.
وأضاف: “لم يعد لدينا الحق في التدخل أو تغيير السلوكيات التي تعتبر غير مناسبة”.
وبدلاً من القيام بدوريات في الشوارع، يقضي أعضاء الهيئة الآن معظم وقتهم خلف مكاتبهم، ويقومون بحملات توعية حول الأخلاق الحميدة أو التدابير الصحية.
وقال مسؤول سعودي طلب عدم ذكر اسمه، إن المطوع أصبح الآن “معزولا”، مشيرًا إلى “انخفاض كبير في عددهم”.
لكن السلطات لا تستطيع التخلص من الهيئة تمامًا، وفقًا لستيفان لاكروا، الخبير في شؤون المنطقة والأستاذ في جامعة ساينس بو الفرنسية.
وقال لاكروا إن المطوع مرتبط “بهوية سعودية معينة يلتزم بها كثير من السعوديين المحافظين”.