كتب: محمد سلامة
التهجير الأول للعرب البدو في النقب، جرى في 1956م،أي بعد قيام إسرائيل بثماني سنوات، والتهجير الثاني يبدأ في 2022م،ضمن مشروع عنوانه الإعتراف بالقرى العربية مقابل قبولها التجمع في مراكز جغرافية محددة، وإقامة مشاريع صناعية لتشغيل أولادهم بها، (هذا التهجير يخص معظم أبناء قبيلة العزازمة )، ونلخصه بالاتي؛-
— بداية.. التهجير الثاني ينقسم إلى مرحلتين وفي منطقتين مختلفتان، الأولى تتمثل في تجميع(6) آلاف مواطن فلسطيني في ثلاثة آلاف دونم، ،والقرى المستهدفة هي..عبدة، وسعوة الأطرش، وجوبة.. حيث سيصار إلى تجميع السكان في مساحة جغرافية محددة،ليصار إلى ضم مناطق الرعي حولها وإقامة أربعة مستوطنات من أصل عشرة مستوطنات جرى التوافق على مخططاتها منها حول مستوطنات رمات نيغيف ونيفاتيم وإقامة منطقة صناعية مقابل دراسة الاعتراف بالقرى العربية في 2035م.
–القسم الثاني من المرحلة الثانية يهدف إلى فصل التواصل العربي في النقب إلى شطرين على غرار الضفة الغربية،فكما هو معلوم أن شارع (6) وشارع (25) يشطران النقب عبورا إلى عمق إسرائيل، ولتكريس الفصل سيتم إقامة إقامة مستوطنة على ظهر تلة فاصلة ومجمع صناعي يتبع المجلس المحلي في بني شمعون (شمعون هو أحد أبناء يعقوب عليه السلام)،والقرى العربية المستهدفة هي..قرية صووين، ونقع العبودية،وبيت الحمام ،ورخمة(المنطقة معروفة بأسم نقع عراد)،وبما يعني ضم جميع مساحات الرعي لهذه القرى .
قبيلة العزازمة ضمن أكبر أربعة قبائل عربية تسكن النقب العربي، وغالبية أبنائها يمارسون الرعي ما بين سهل البيقار ووادي رمان (أي أنهم حلقة الوصل بين شطري النقب) وتجميعهم في قرى محددة وبمساحات جغرافية محددة هدفه الأساس مصادرة 90%من أراضيهم وفصل التواصل العربي مقابل بحث إمكانية الإعتراف بقراهم.
إسرائيل تروج لمشاريع سياحية وصناعية،وتعلن عن منح وامتيازات،وأن المناطق سوف تحول السكان العرب إلى التحضر والانتفاع من مزايا جديدة ،كما أنها تروج للتعايش العربي اليهودي في المنطقة، وكما نقلت الصحافة العبرية عن مئير كوهين وزيرة التنمية الاجتماعية أن نقع عراد ستتحول إلى منطقة جاذبة لمشاريع مشتركة حتى عام 2035م،وأن إقامة ثلاثة مشاريع استيطانية ضمن المخطط الثاني هدفه الانتقال بحياة البدو إلى التحضر والاستفادة المشتركة،داعية إلى ترتيبات ما بين أصحاب الأرض والسلطة المحلية الإسرائيلية للوصول إلى صيغة تفاهمات ملزمة دون اللجوء إلى المحاكم أو المواجهات والعنف.
المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي “الرأي الآخر”