كتبت: نيبال علي
من سيعتني بالفقراء
تصدر هاشتاج هدد جدة صفحات التواصل الاجتماعي، خاصة على تويتر، وهدد جدة هو وسم يشير إلى عملية تديرها السلطات السعودية تهدف إلى إزالة المناطق العشوائية في جدة مع إعادة بنائها بالاعتماد على مخططات تنظيمية حديثة، حيث نص القرار الذي أصدره ولي العهد محمد بن سلمان على ذلك، ولكن ما هو أثر الهدم على السكّان، وما الذي سيفعله الفقراء؟ هذا ما سنتحدث عنه في مقال اليوم.
ما هي مناطق هدد جدة
أعلنت الأمانة العامة المتواجدة في مدينة جدة عروس البحر الأحمر والتي تقبع في غرب المملكة بأهمية إخلاء المناطق المتمركزة في العشوائيات حيث سيتم إعدامها والتخلص منها نهائياً.
ومن ثَم تبدأ عملية البناء والمعالجة والتنظيم بالاعتماد على المخططات التنظيمية التي تندرج ضمن رؤية عشرين ثلاثين للمملكة، حيث تريد السلطات السعودية تحقيق الكمال العمراني في المدن المختلفة والمناطق المتنوعة، ولكن ما هو عدد النسمات التي كانت تسكن هذه المناطق والأحياء؟ ماذا سيكون مصيرهم؟
ما هي أحياء هدد جدة
يبلغ عدد الأحياء أكثر من عشرين حي المتوافرة في خريطة الهدد، والتي يجب إخلاء سكانها بصورة فورية قبيل بدء عمليات الهدم، و سنشير في النقاط التالية إلى بعض أسماء الأحياء وعدد سكان كل حي:
• حي ثول، ويصل عدد سكانه إلى عشرة آلاف وتسعمائة وستة نسمة.
• حي النزهة، ويبلغ عدد سكانها سبعة آلاف وتسعمائة وثلاثة وسبعين نسمة.
• حي البروبة، ويصل عدد سكانه إلى ثمانية وأربعين ألف وأربعمائة وستة وعشرين نسمة.
• حي العزيزية، ويبلغ عدد السكان سبعة وعشرين ألف ومائتي وأحد وخمسين نسمة.
• حي ذهبان، ويصل عدد السكان إلى سبعة آلاف ومائة وستة وتسعين نسمة.
• حي مشرفة، ويبلغ عدد سكانها تسعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وثمانين نسمة.
• حي مالك بني، ويبلغ عدد سكانه أربعة وعشرين ألف وتسعمائة وأربعة وثلاثين نسمة.
• حي السلامة، ويصل عدد سكانه إلى ألفين وثلاثمائة وخمسة وأربعين نسمة.
• حي بترومين، ويصل عدد سكانه إلى ثلاثين ألف وأربعة وأربعين نسمة.
• حي الرويس، وعدد سكانه هو ثمانية وعشرين ألف وثمانية وسبعين نسمة.
• حي النزلة اليمانية، وعدد سكانها يبلغ تسعة وأربعين ألف ومائتين وعشرة نسمة.
• حي غليل، وعدد سكانه هو تسعة وثلاثين ألف وسبعمائة وخمسة وثمانين نسمة.
• حي الجامعة، وعدد سكانه يصل إلى مائة وأحد وعشرين ألفاً وخمسمائة وتسعين نسمة.
• حي الروابي، وعدد سكانه هو تسعة وخمسين ألف ومائة وخمسة وثلاثين نسمة.
• حي البلد، ويصل عدد السكان إلى خمسين ألف نسمة وسبعمائة وخمسة عشر نسمة.
هذه هي بعض أعداد السكان في الأحياء المقرر إزالتها أو التي في طور عملية الإزالة، أين سيذهب كل هؤلاء السكان؟ كيف سيتمكنون من إيجاد سكن آخر في هذه الفترة الزمنية القصيرة بل المنعدمة؟
ما هو رد فعل الناشطون على منصات السوشيال ميديا
لم يقف ناشطون مواقع التواصل الاجتماعي مكتوفي الأيدي، بل نددوا بكافة الطرق بهذا الأسلوب الهمجي في هدد المنازل والمساكن، حتى وإن كانت الأسباب التي وضعها النظام السعودي لهدم المناطق والأحياء يجدها البعض واقعية.
فعلى سبيل المثال افتقار هذه المناطق للبيئة التحتية المنظمة خاصة وأن المباني والمنازل غير مرخصة في هذه المدينة، بالإضافة إلى انتشار الفقر بصورة كبيرة نتيجة الاكتظاظ.
وحتى إن كانت هذه هي الأسباب التي تتذرع بها السلطات السعودية، فهل الحل يتمثل في طرد الناس من مساكنهم وإجبارهم على الرحيل بهذا الشكل غير اللائق على الصعيد الديني والاجتماعي والأخلاقي!
حيث تجدر الإشارة إلى أن أعمال الهدد كانت مواكبة للمشروع الاستثماري الذي أطلقه ولي العهد محمد بن سلمان وهو عبارة عن تشييد أربعة معالم رئيسية دولية من استاد رياضي ودار أوبرا، بجانب المتحف و الأحواض المحيطية والمزارع المرجانية، ولا ننسى المشاريع العشرة السياحية والترفيهية.
فهل يتم إزالة مناطق كاملة وتشريد العديد من اجل المشاريع الترفيهية والسياحية التي تتناسب مع فئات محددة من الشعب؟ ما هذه السياسية العجيبة؟
تغريدات رواد مواقع التواصل الاجتماعي
ندد النشطاء بممارسات السلطة في المملكة المعنية بإزالة أحياء سكنية كاملة في جدة، حيث استنكروا عدم إعطاء السكان الوقت الكافي لإيجاد منازل تأويهم بديلاً عن منازلهم التي هُدمت بصورة كاملة.
وغرد العديد من رواد مواقع السوشيال ميديا حول هذه الكارثة الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية التي مست أكثر من مليون إنسان وأكثر نسبة إلى أعداد سكان الأحياء في جدة، إذ منحت أمانة جدة بعض السكان ثمانية وأربعين ساعة للإخلاء بل ومنحت البعض أربعة وعشرين ساعة.
في حين أنها أمرت البعض بالإخلاء الفوري لهدم المنزل، بالإضافة إلى قطع الأمانة للكهرباء والمياه وكافة الخدمات عن المنازل قبيل توجيه الإخطار، كيف سيتمكن الأفراد من جمع أشيائهم في هذه الفترة القصيرة! كيف سيستطيعون إيجاد منزل خلال يوم أو نصف يوم؟ ما هذه القرارات غير الصائبة التي يتم إصدارها دون سابقة إنذار؟
أحداث واقعية في هدد جدة
صدر مقطع فيديو قصير لأحد مواطني منطقة جدة وهو بجوار منزله المحطم، حيث ذكر المواطن أنه تزوج هذا العام وعلى هذا الأساس اقترض مبلغ مالي من البنك وقيمته ستين ألف ريال سعودي.
وتنص أحد شروط هذا القرض على بناء منزل، وبالفعل بنى المواطن المنزل على أرض والده والتي كانت عبارة عن بستان صغير والتي يملكها بصك ملكية، ولكن أين هو المنزل الآن؟ ما هو إلا حطام وأطلال.
وفي مقطع فيديو آخر ظهر رجال الأمانة العامة في جدة وهم يكتبون على المنزل كلمة إخلاء، وما لبث أن جاءت الجرارات التي بدأت بهدم المنازل واحداً تلو الاخر بل حتى المسجد بيت الله لم يسلم من هذا الهدد.
حقيقة تعويضات ساكني أحياء جدة
يذكر البعض أن الساكنين حصلوا على تعويضات مالية كبيرة تمكّنهم من شراء منازل جيدة ذات إيجار مناسب، ولكن ما هي حقيقة هذه التعويضات؟
أشار العديد من الساكنين أنهم لم يأخذوا تعويضات مالية في حين أن البعض أشار أن قيمة التعويض لا تتعدى ثلث قيمة المنازل التي كانوا يمتلكونها، كيف سيتمكن المواطنين من حل هذه المعضلة فمن جهة منازلهم وأحلامهم تدمرت ومن جهة أخرى غلاء الأسعار الذي لا ينتهي.
كيف يعقل هذا ودولة السعودية هي إحدى أغلى الدول فيما يخص الثروة النفطية؟ كيف يتم استعمال أموال الثروة النفطية في إقامة مواسم الترفيه والانحلال الأخلاقي، ولا يتم استخدامها لرفع مستوى معيشة من هم تحت خط الفقر!
أهذه هي أهداف رؤية المملكة! أهذه هي بنود الرؤية التي استبشر بها المواطنين! خاصة الفقراء منهم والبسطاء الذين يعانون من سياسة الهدم بجدة الذين لا يجدون مكان للإقامة!
هدد جدة وآثار ذلك على المواطنين
لقد ازداد سخط الشعب السعودي خاصة الفقراء منهم على ولي العهد محمد بن سلمان جراء القرارات التي يتخذها من ارتفاع قيمة الأسعار وضريبة القيمة المضافة، بالإضافة إلى هدم المنازل بل مناطق بأكملها محيت من الوجود في جدة.
لقد تم هدم مناطق كاملة في لمح البصر ولكن ما هو الوقت الذي ستستغرقه السلطات لإعادة بناء جدة، كان من الممكن اتخاذ الإجراءات بصورة أكثر عقلانية، كان من الممكن منح العائلات فترة زمنية لإيجاد أماكن أو منازل أخرى.
ونختتم مقالنا اليوم بمقولة أحد المواطنين على منصة تويتر والتي تفيد أن الدولة لا تحتاج إلى الحوثيين لهدمها بل يكفي وجود مبس أي محمد بن سلمان وأعوانه، الذين يتخذون من الفقراء سلماً لتحقيق ما يريدونه
المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي “الرأي الآخر”