أدان ناشطون على موقع تويتر، واقعة تعذيب وإذلال شاب بأحد أقسام الشرطة المصرية، مؤكدين أنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل انتهاكات حقوق الإنسان والحريات الممنهجة من قبل سلطات الانقلاب في مصر.
ونددوا خلال مشاركتهم على وسم #الشعب_كله_بيصرخ، بسوء المعاملة في مقرات الاحتجاز من قبل عناصر الشرطة، مذكرين بوقائع التعذيب والتعنيف والإخفاء القسري للنشطاء السياسيين ولكل شخص يفكر في الاعتراض على سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية في مصر.
وكان ناشطون، تداولوا مقطع فيديو لشاب مصري، يقول فيه وهو يبكي إنه تعرض لانتهاكات بالغة وإذلال في قسم شرطة العجوزة بالقاهرة، مضيفا أنه يفكر جديًا في إنهاء حياته جراء ما لاقاه من بطش وإهانات على أيدي رجال الأمن.
موقع الغارديان نشر في 24 يناير/كانون الثاني الماضي، مقاطع فيديو مسربة من داخل قسم شرطة السلام بمحافظة القاهرة، أظهرت تعذيب وبطش المحجوزين بالقسم من قبل رجال الشرطة، وسط أصوات الصراخ والآنين من شدة التعذيب، فيما زعمت السلطات المصرية أن المقاطع مزيفة.
ونددت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير لها عام 2017، باستخدام الأوضاع غير المريحة والعنف الممنهج والتعذيب في أقسام الشرطة، وقالت إنه جريمة محتملة ضد الإنسانية.
واستدلت في التقرير بـ 19 حالة تعرض فيها معتقلون للتعذيب داخل أقسام الشرطة ومقرات الأمن الوطني في جميع أنحاء مصر، مشيرة إلى استخدام الصعق بالكهرباء والأوضاع غير المريحة المصحوبة بالضرب بقبضات اليد أو بالعصي الخشبية أو بالقضبان المعدنية.
كما أكدت المنظمة في تقريرها العالمي الصادر في يناير/كانون الثاني الماضي، أن “محاولات مصر السطحية لخلق انطباع بالتقدم في حقوق الإنسان لم تخفِ القمع الحكومي الوحشي لجميع أنواع المعارضة في عام 2021”.
وذكر التقرير، أن “قوات الأمن المصرية تصرفت بحصانة من العقاب، وارتكبت بشكل روتيني الاعتقالات التعسفية، والاخفاء القسري، والتعذيب ضد النشطاء السياسيين أو المشتبه بهم، وكذلك المواطنين العاديين”.
الإعلامي أسامة جاويش، قال إن الشعب المصري يصرخ يوميا، من الاعتقالات والتعذيب والإخفاء القسري في معتقلات الانقلاب، مشيرا إلى سوء الأوضاع المعيشية في مصر.
وانتقد الإعلامي حسام الغمري، انتهاكات وزارة الداخلية المصرية لحقوق المواطنين، مؤكدا أن تلك الممارسات تقتل أحلام وكرامة الشباب.
وأشار الناشط والحقوقي علي حسين مهدي، إلى حجم معاناة القابعين في معتقلات الانقلاب منذ سنوات وتأثير ذلك على نفوسهم، بعدما قال الشاب في المقطع إنه يفكر في الانتحار بعد قضاؤه يومين فقط داخل قسم الشرطة.
وأكد الأكاديمي محمد الدسوقي، أن استمرار سلطات الانقلاب في التعذيب والاستبداد والفساد، ستدفع المصريين إلى الثورة في وجه الطغاة والفاسدين.
واستنكر ناشط آخر، إذلال وإهانة الشرطة للشاب، قائلا إن من يدير ويحكم مصر مجموعة من المجرمين والظالمين.
وتشهد مصر منذ انقلاب عبدالفتاح السيسي على الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي في يوليو/تموز 2013، أسوأ حملة قمع لحقوق الإنسان في تاريخ مصر الحديث، حيث تكتظ السجون والمعتقلات بنحو 65 ألف من معتقلي الرأي، وفق المنظمات الحقوقية المحلية والدولية.
فيما تبرر سلطات الانقلاب، القمع والاضطهاد الممنهج على أنه محاربة للإرهاب والمتطرفين، بينما توثق مؤسسات المجتمع المدني حالات احتجاز وتعذيب وسجن لأشخاص عاديين من عامة الشعب، ليس لهم أي نشاط وإنما فقط لاعتراضهم على الأوضاع الاقتصادية في البلاد.