بزعم حراسة عائلة مستوطنين لم يوفر لهم الكيان المحتل الحماية، قرر عضو الكنيست الصهيوني إيتمار بن غفير، إعادة افتتاح مكتبه البرلماني في حي الشيخ جراح اليوم الأحد.
واقتحم عضو “الكنيست” المتطرف، رفقة مجموعة من المستوطنين المتطرفين الحي المقدسي في محاولة لاستفزاز المواطنين الفلسطينيين، صباح اليوم بنفس الوقت الذي اعتدت فيه قوات الاحتلال، على أهالي حي الشيخ جراح، والمتضامنين معهم ضد قرارات إخلاء منازلهم.
وبعد اندلاع مواجهات بين المستوطنين والأهالي، تدخلت قوات الاحتلال إلى جانب بن غفير، لتعتدي بوحشية على الأهالي، بمن فيهم سيدة كبيرة في السن، والناشط المقدسي محمد أبو الحمص، فيما احتجزت قوات الاحتلال أحد سكان الحي ممن صدر قرار بإخلاء منازلهم.
وهاجم مستوطنون، مساء أمس السبت، منازل مواطنين فلسطينيين في حيّ الشيخ، وقذفوها بالحجارة، كما ألقوا الحجارة تجاه المواطنين، ما أدى لإصابة عدد منهم، بالإضافة لخسائر مادية.
وتمت الاعتداءات بحماية من شرطة الاحتلال، التي أطلقت قنابل الغاز صوب المواطنين الذين خرجوا للتصدي لاعتداءات المستوطنين بحقهم، حيث انتشرت بشكل مكثف داخل وفي محيط حي الشيخ جراح عقب اعتداء المستوطنين على السكان الفلسطينيين.
وأكد سياسيون وناشطون على تويتر، أن اقتحام المستوطنين بمقدمتهم عضو الكنيست بن غفير حيّ الشيخ جرّاح، في جنح الليل هو عدوان سافر، مشبهينها كاللعب بالنار في القدس، التي تشتعل من أجلها كل فلسطين نصرة بكل ما تملك.
وأشاروا عبر مشاركته على عدة وسوم أبرزها #انقذوا_حي_الشيخ_جراح، و#حي_الشيخ_جراح، و#الشيخ_جراح، إلى أن قوات الاحتلال هدمت قبل شهر منزل عائلة الصالحية، بحي الشيخ جراح، واليوم يحاولون هدم منزل عائلة سالم، مشددين على أن الصمت على تلك الانتهاكات سيؤدي إلى اختفاء حي الشيخ جراح والقدس كاملا.
ورأى ناشطون، أن أهالي حي الشيخ جراح يعانون في ظل صمت إعلامي عربي ودولي، حيث طالبوا من كافة وسائل الإعلام التضامن في مساندة أهالي حي الشيخ جراح، في وجه سياسات الاحتلال.
ومن حين لآخر، يقوم المستوطنون أو قوات قوات الاحتلال، باعتداءات ضد الفلسطينيين في حيّ الشيخ جراح، وأحياء فلسطينية أخرى في القدس؛ بهدف ترحيلهم من منازلهم، حيث تواجه عشرات العائلات الفلسطينية في مدينة القدس، لا سيما في الشيخ جراح وسلوان، إنذارات بالإخلاء من منازلهم التي تقيم فيها منذ عقود لصالح مستوطنين.
في عام 2021 شهدت مناطق عديدة في القدس المحتلة، صدامات شديدة، بين مُتظاهرين فلسطينيين من جهة، ومستوطنين صهيونيين وشرطة الاحتلال، على خلفية قرارات قضائية صهيونية، بإخلاء بيوت من حي الشيخ جراح، من سكانها الفلسطينيين، لصالح جمعيات استيطانية.
وفي 13 أبريل/ نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية؛ جراء اعتداءات “وحشية” ارتكبتها شرطة الاحتلال ومستوطنيها في القدس المحتلة، خاصة المسجد الأقصى وحي “الشيخ جراح”؛ في محاولة لإخلاء 12 منزلا فلسطينيا وتسليمها لمستوطنين، ثم انتقل التوتر إلى الضفة الغربية، وتحول إلى مواجهة عسكرية في قطاع غزة.
وامتد العدوان إلى قطاع غزة، وفجر 21 مايو / أيار الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق نار بين فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة وقوات الاحتلال الصهيوني، بعد قتال استمر 11 يوما.
وأسفر العدوان على الأراضي الفلسطينية عن 288 شهيدا بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، بجانب أكثر من 8900 مصاب، فضلا عن تدمير مئات الوحدات السكنية والمقار الحكومية والمنشآت الاقتصادية.
وكانت فصائل فلسطينية في غزة، حذرت الكيان الصهيوني، من استمراره في الاعتداءات على سكان مدينة القدس، حيث أطلقت الفصائل عشرات الصواريخ تجاه الكيان ردًا على اعتداءات الاحتلال الصهيوني بحق مدينة القدس الحتلة.
حركة الجهاد الإسلامي في فسطين، حذرت سلطات الاحتلال من تفجير الأوضاع، بسبب تكرار الاعتداءات التي يقودها بن غفير، محملا الاحتلال المسؤولية الكاملة عما يتعرض له سكان الشيخ الجراح.
ودعت في بيانها الشعب الفلسطيني إلى إعلان الغضب والنفير العام نصرة لأهل الحي المقدسي، كما طالبت بالرباط في الحي والتصدي لإرهاب المستوطنين وجنود الاحتلال.
فيما قال المحلل السياسي ياسر الزعاترة، إن المستوطنين اقتحموا الحي ليلا بحماية مباشرة من شرطة الاحتلال، متسائلا: “لماذا سيتراجع هؤلاء والسلطات الفلسطينية توفر لهم أرخص احتلال في التاريخ؟”.
وأشار الناشط الفلسطيني معتز أبوريدة، إلى أن قوات الاحتلال والستوطنون اعتدوا على أهالي الحي، والمتضامنين والصحفيين بالضرب ورش غاز الفلفل.
وأشار إلى إصابة المقدسية فاطمة سالم، جراء اعتداء المستوطنين عليها في حي الشيخ جراح، قائلا: “سلامة قلبك ويلعن الاحتلال”.
وكتب حساب أسرى فلسطين، أن قوات الاحتلال اعتقلت خليل سالم المهدد منزله بالاستيلاء من قبل سلطات الاحتلال بحي الشيخ جرّاح.
ولفت حساب فلسطيني في كل مكان، إلى أن بالتزامن مع وصول عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير، لحي الشيخ جراح، نصب مستوطنون خيمة عند مدخل منزل عائلة سالم.
ورأى الناشط السياسي الفلسطيني أدهم أبوسلمية، أن سلطات الاحتلال تعبث بالنار عبر سماحها ليميني متطرف ارهابي اسمه “ايتيمار بن غفير” باستفزاز أهالي الشيخ جراح، والاعتداء على سكان الحي، مطالبا العالم بوقف هذا الجنون الصهيوني، الذي يحاول إشعال المنطقة مجددًا.
وأكدت الصحفية مجدولين حسونة، أن ما يحدث الآن في الشيخ جراح، يستدعي التحرك الفوري من أهالي القدس وال48، وأن فقط الحشود تستطيع تغيير هذا الواقع البشع، متسائلة: “لماذا يأتي مستوطن مثل ايتمار بن غفير من الخليل ويفتح مكتبه وسط الحي، بينما لا يتحرك أصحاب الحق ويتوافدون من كل البلاد؟”.
أفاد الكاتب والباحث في الشأن الفلسطيني ومدير مركز الشؤون الفلسطينية في لندن دكتور إبراهيم حمامي، أن إجرام الاحتلال تخطى كل الحدود ومن حق شعبنا الدفاع عن نفسه ضد المجرمين المعتدين، متسائلا: “أين أصحاب الحق وأصحاب الأرض مما يجري؟، وأين اهلنا في الضفة وال 48 من دعم القدس والشيخ جراح؟”.
ونشر الباحث في الشؤون الاسرائيلية الأسير المحرر من سجون الاحتلال سعيد بشارات، مقطع فيديو لمحاولات المستوطنين التابعين لبن غفير اقتحام منازل المواطنين الفلسطينيين في الشيخ جراح.
وأشار إلى أن جماعات عصابات فتيان التلال، توجهت إلى الشيخ جراح بعد دعوة بن غفير للقدوم هناك لمساندته، حيث يقوم في هذه الأثناء باقتحام البيوت هناك بمساندة من الشرطة.
كما أوضحت الناشطة الفلسطينية سمر محمد، أن بن غفير نصب خيمة، حيث افتتح مكتبه في أرض عائلة سالم في حي الشيخ جراح بالقدس بحماية من قوات الاحتلال.