في أحدث موجة نزوح يشهدها العراق، شهدت منطقة مكحول ضمن محافظة صلاح الدين، شمالي العراق نزوح أكثر من 400 أسرة عراقية عن قراها بالمنطقة بأوامر من الجيش العراقي، بسبب ما وصفه مسؤولون بـ”مخاطر أمنية”، لحين تطهير محيط مناطقهم من مسلحي داعش”.
وأكد سياسيون وناشطون على تويتر، أن إفراغ المدن من ساكنيها هي السياسة التي تتبعها مليشيات الحشد الشعبي لإحداث تغيير ديموغرافي في أي محافظة، على نهج جرف الصخر “عقر الميليشيات بالعراق وقاعدة إيران اللوجستية”، وقرى نهر الإمام في ديالي، متسائلين إلى متى ستظل مأساة النزوح والمخيمات باقية رغم تحرير المدن من الإرهاب.
وأشاروا عبر مشاركتهم على عدة وسوم أرزها #أنقذوا_عوائل_ناحية_مكحول، و#أنت_النازح_القادم، إلى أن النازحن يمنعون من العودة إلى ديارهم، لافتين إلى أنه يجب أن تكون من أولويات الحكومة القادمة إرجاع النازحين إلى منازلهم.
ورأى ناشطون، أن حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، مشتركة في جريمة الاستهداف الطائفي لهم، متسائلن: “لماذا التهجير فقط لمناطق أهل السنة في العراق، ولماذا لايطبق التهجير بمنطقة ميسان والتي تشهد نزاعات عشائرية يومية فضلا عن عمليات إغتيال متواصلة لقضاة وضباط وعناصر ميلشيا الشد الشعبي؟”.
وكانت قوات الأمن العراقية، أبلغت يوم الثلالثاء الماضي سكان قرى منطقة مكحول بأن مدة النزوح 4 أشهر، لحين درء الخطر الأمني وتطهير أطراف القرى من البؤر الإرهابية، إلى جانب تسهيل مهام القوات الأمنية في عملياتها العسكرية وتفادي سقوط مدنيين أو إصابتهم خلال العمليات.
واضطر النازحون إلى افتراش الأراضي الجرداء في مناطق قريبة من مدينة الشرقاط، فيما توجهت أسر أخرى باتجاهات مختلفة لكن معظم أفرادها يعيشون حالياً في الخيّام.
الميثاق الوطني العراقي، قال إن سياسة التهجير والتخلي أصبحت واضحة من قبل وزارة الهجرة وحكومة الكاظمي؛ وهو ما يؤكد أنه تهجير قسري متعمد وتغيير ديموغرافي واضح؛ ولا سيما بعد تغول الحرس الثوري الإيراني في العراق.
واستنكر تهجير أهالي ناحية (مكحول)، لافتا إلى أن مسلسل التهجير الإجرامي بدأ بناحية (جرف الصخر) ثم في (عزيز بلد، ويثرب، والفرحاتية، والعويسات، وحزام بغداد، وتلعفر، وسنجار)، واستؤنف العمل به بعد تهجير قرى (نهر الإمام) في المقدادية.
وأوضح الميثاق الوطني العراقي، أن مسلسل تهجير العراقيين قسريًا على أسس طائفية، جاء تنفيذا لمخطط التغيير الديموغرافي الذي يشهده العراق منذ عام 2003م، مضيفا أن وتيرة التهجير ارتفعت بعد استيلاء وسيطرة ميليشيا الحشد على المحافظات المنكوبة.
وأطلق نداءً للشعب العراقي لمساعدة العائلات المهجرة بحملات إغاثية؛ في خطوة تظهر تلاحم أبناء الشعب العراقي وتكشف مخططات أحزاب السلطة الرامية إلى تقسيم العراق وتدميره.
فيما كتب الإعلامي عمر الجنابي، أن الاستهتار بكرامة وحياة ومستقبل العائلات العراقية أصبح من بديهيات التعامل مع سكان مناطق كثيرة في العراق.
وأفاد الصحفي محيي الأنصاري، أن مليشيات الحشد الشعبي تتبع طريقة إفراغ المدن من ساكنيها لإحداث تغيير ديموغرافي في أي محافظة، مستشهدا بتجربة مدينة جرف الصخر وقرى نهر الإمام.
وتسائل الإعلامي زياد السنجري: “لماذا يدفع المواطن الثمن ويهجر من أرضه، إذا لم يستطع المسؤولين حمايتهم ضمن قطاع مسئولياتهم؟”.
وأشار الصحفي إياد الدليمي، إلى أن هناك أهالي لخمس قرى من ناحية مكحول يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بعد أن هجرتهم الحكومة بحجة وجود خطر داهم، متسائلا: “لماذا لم توفر لهم مأوى مؤقت؟”.
ورأى ناشط، أن إيران انتقمت من العراق وشعبه أشد انتقام، بالإشارة إلى قرار الرئيس العراقي السابق صدام حسين بغزو غرب إيران على طول الحدود المشتركة بين البلدين في 22 سبتمبر/ أيلول 1980، قائلا: “عراقيين مشردين واللي شردهم عراقيين مثلهم!”.