أثارت تصريحات الصحفي والإعلامي المصري إبراهيم عيسى، حالة من الغضب بين ناشطين على تويتر بعدما قال في برنامجه “حديث القاهرة” على القناة الفضائية “القاهرة والناس”، إنه ينكر معجزة المعراج، وصعود النبي محمد عليه الصلاة والسلام إلى السماء ورؤية أهل الجنة والنار.
وطالبوا خلال مشاركتهم على وسمي #حذف_قناة_القاهرة_والناس، و#إبراهيم_عيسى، بإيقاف الإعلامي ومحاسبته على المساس بثوابت العقيدة الإسلامية، كما دعوا إلى مقاطعة القناة الفضائية لعدم إحترامها مشاعر المسلمين، وعدم إلتزامها بمواثيق العمل الإعلامي.
ورأى ناشطون، أن تصريحات عيسى، مقصودة في هذا التوقيت بإيعاز من السلطات المصرية، من أجل إلهاء المواطنين عن القضايا الهامة كرفع الدعم، وملف مياه النيل وأزمة سد النهضة، وغلاء أسعار السلع الأساسية الذي أصبح يفوق طاقة الشعب.
وكان عيسى، قال إن “قصة الإسراء والمعراج وهمية كاملة، وكتب السيرة والتاريخ والحديث هي من تقول ذلك، لكن هو يصدر لك الكتب التي تقول إنها حدثت، أما التي تنفي حدوث المعراج لا يتم الإشارة لها”، وهاجم علماء الدين الإسلامي واصفا معلوماتهم بغير الحقيقية.
من جهته، أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على صفحته بفيسبوك، اليوم السبت، أن “معجزة الإسراء والمعراج من معجزات سيدنا رسول الله المتواترة والثابتة بنص القرآن الكريم فى سورتى (الإسراء) (النجم)”.
وأضاف: “وبأحاديث السنة النبوية المطهرة فى الصحيحين والسنن والمسانيد ودواوين ومصنفات السنة، والتى انعقد على ثبوت أدلتها ووقوع أحداثها إجماع المسلمين فى كل العصور، بما لا يدع مجالا لتشكيك طاعن، أو تحريف مرجف”.
وشدد مركز فتوى الأزهر، على أن “محاولات الطعن البائسة فى صحابة سيدنا رسول الله… جرم محرم، وجرأة مستهجنة ومرفوضة، ودرب من التجاوز البغيض والمستنكر”.
واستنكر تصريحات غير المتخصصين، قائلا إن “مروجى الأفكار والتوجهات المتطرفة، التى تفتعل الأزمات، وتثير الفتن، وتفتقر إلى أبسط معايير العلم والمهنية والمصداقية، وتستثمر الأحداث والمناسبات فى النيل من المقدسات الدينية، والطعن فى الثوابت الإسلامية بصورة متكررة ممنهجة”.
كما أكد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، اليوم، أن لجان الرصد بالمجلس بصدد إعداد تقرير حول ما صرح به عيسى، عن الإسراء والمعراج في برنامجه على قناة القاهرة والناس، مشيرا إلى أنه سيتخذ الإجراءات القانونية “حال وجود مخالفة للأكواد الإعلامية التي أصدرها المجلس”.
وشدد المجلس، على” الابتعاد عن القضايا التي تثير فتنة في المجتمع حيث ينص كود المحتوى الديني على احترام الأديان السماوية وتعاليمها، وإبراز القيم الدينية فوق كل القيم الأخرى”.
من جانبه، أعلن الممثل المصري مصطفى درويش، انسحابه من المشاركة في فيلم “الملحد”، الذي يناقش قضية التطرف الديني والخروج عن الدين بين الشباب في المجتمعات العربية والإسلامية، وبدأ تصويره مؤخرا، عقب تصريحات الإعلامي ومؤلف العمل عيسى.
وقبل يومين، استنكر أعضاء من مجلس النواب المصري قول عيسى، في برنامجه، إن “نساء الصعيد والأرياف كن يرتدين ملابس البحر”، والتي أحدثت حالة من الغضب بين المصريين على وسائل التواصل الاجتماعي.
الكاتب الصحفي وائل قنديل، انتقد عدم مهنية عيسى في العمل الإعلامي، بعد تكذيبه وزعزعته لثوابت الدين الإسلامي.
وأكد رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، أن الأزمة التي أحدثتها كلمات عيسى، مهمة أسندت له من قبل أجهزة الدولة.
واستهجن عضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين، دكتور محمد الصغير، كلمات عيسى عن معجزة الإسراء والمعراج، ووصفها بأنها “أباطيل وأكاذيب” كي يشغل الناس عن قضايا وطنهم الحقيقية.
وسخر ناشط آخر، من تصريحات عيسى التي جاءت في الوقت الذي ستبدأ فيه إثيوبيا الملء الثالث لسد النهضة، مما سيؤثر على حصة مصر من مياه النيل.
وذكر الصحفي أحمد البقري، بلقاء إبراهيم عيسى، مع قائد الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي، والذي رفض انتقاد المؤسسة العسكرية المصرية كما لو كانت من المقدسات، في حين يُسمح بالتشكيك وتكذيب ثوابت الدين.
وطالب حازم حسين، بمقاطعة قناة القاهرة والناس، لما تقوم به من زعزعة ثوابت الدين وإحداث البلبلة في المجتمع المصري.