بعد تصاعد الأزمة الأوكرانية، وبدء روسيا العمليات العسكرية هناك، يعيش العالم حالة من القلق والترقب، خوفا من اشتعال حرب عالمية ثالثة، أو إشعال الحرب الباردة من جديد، وذلك بعد تصاعد الأحداث السريع.
وأكد سياسيون وناشطون على موقع تويتر، أنه لو كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لديه بعض الشك، بأن العالم سيتدخل لإنقاذ أوكرانيا، لما قصفهم بهذه الشدة والكثافة، مشددين على أنه كان من المفترض أن تتدخل الولايات المتحدة والناتو لحماية أوكرانيا كما وعدوها ولكنهم تركوا هذا البلد يواجه مصيره ونهايته كدولة مستقلة وحده.
وأشاروا عبر مشاركتهم على عدة وسوم أبرزها #الحرب_العالمية_الثالثة، و#روسيا_تغزو_أوكرانيا، و#الحرب_الروسية_الأوكرانية، و#روسيا_وأوكرانيا، إلى حالة الهلع والخوف التي اجتاحت صفوف المواطنين الأوكرانيين مع بدء القصف الروسي.
ورأى ناشطون، أن في حال تطور الحرب الروسية الأوكرانية، ستسفر عن أزمات متتالية، ومن أهمها أزمة الغذاء، متسائلين: ” لم يعرف العالم أن بوتين مجرم حرب إلا بعد غزوه لأوكرانيا؟، وهل غزوه لسوريا وحرق أطفالها بطائراته وتجريب أسلحته على شعبها كانت مسألة ثانوية؟”.
وشهدت الساعات الماضية تطورات متسارعة، بعد أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إطلاق عملية عسكرية في أوكرانيا، وسط إعلانات متبادلة عن وقوع خسائر وسقوط قتلى بين الطرفين، وقلق عالمي بالغ من تداعيات الحرب.
ودوت صفّارات الإنذار وسمع دوي انفجارات في العاصمة كييف ومدن أوكرانية عدة قرب خط الجبهة وعلى امتداد سواحل البلاد قبيل فجر اليوم الخميس.
وبدوره أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع روسيا، وطالب كل أوكراني يستطيع حمل السلاح أن يتوجه فورا إلى مراكز التدريب، مؤكدا وقوع إصابات كثر في بلاده نتيجة القصف الروسي، فيما نقلت رويترز عن الرئاسة الأوكرانية تأكيدها مقتل نحو 40 جنديا أوكرانيا وإصابة العشرات.
وعملت روسيا على حشد قواتها العسكرية على طول حدودها مع أوكراينا منذ نهاية عام 2021، بنحو 110 ألف جندي، فضلا عن قيامها بمناورات بحرية في شبة جزيرة القرم، وتدريبات عسكرية مشتركة مع جارتها الحليفة بيلاروسيا.
وتشكل أوكرانيا منذ استقلالها في عام 1991، محور تجاذب بين الغرب وروسيا التي تشعر بالاستياء من تقارب الجمهورية السوفياتية السابقة مع أوروبا في السنوات الأخيرة.
وقامت أوكرانيا منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 بتحديث جيشها، لكن الجيش الروسي لا يزال متفوقا بشكل كبير من حيث الرجال والمعدات.
كما دعمت روسيا الإنفصاليين ماليا وعسكريا في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، وفي عام 2018 استولت القوات الروسية على 3 سفن تابعة للبحرية الأوكرانية.
الأمين السابق لحزب التجمع الوطني يحيى عسيري، تعجب من تأييد البعض للحروب والفرح بها، متسائلا: “لماذا يتم الفرح بسفك الدماء وتدمير الأرض.
وقال”: في كل مكان في العالم مهما ابتعدت عنك تذكر ظروف الضحايا ومعاناة الأبرياء، ضع نفسك مكانهم قبل أن تتخذ مواقف”
وشبه السياسي والإعلامي السوري عمر مدنية، دعوات الجيش الروسي المدنيين الأوكرانيين إلى عدم القلق، بدعواته للمواطنين السوريين والتي مزقتهم بعدها.
فيما لفت الناشط السياسي معتز أبو ريدة، إلى أن أوكرانيا كانت ثالث قوة نووية بعد أمريكا وروسيا، حيث فككت ترسانتها وسلمتها إلى روسيا بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي مقابل وعود أمريكية بالحماية، قائل: “طال الزمن أم قصر من يتخلى عن سيفه يقتل به”.
وقال رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت دكتور عبدالله الشايجي، إن إنهيار العملة الروسية وتراجع الأسهم الروسية والأوروبية، وارتفاع أسعار النفط والقمح هو حصاد بوتين المر، متوقعا أيضا تراجع الأسهم الأمريكية عند افتتاحها اليوم.
وكتب الصحفي جمال سلطان، أن العالم سيرى الآن ما كان يغض الطرف عنه من جرائم بوتين الوحشية في سوريا، مضيفا: “اليوم ثأرك يا سوريا من عالم منافق تواطأ على ذبحك، قلبي مع الشعب الأوكراني والمدنيين الأبرياء”.
وشبه الصحفي والإعلامي زياد السنجري، ما يفعله بوتين اليوم في أوكرانيا، مثل ما فعلته الولايات المتحدة في العراق 2003، قائلا: “وإن اختلفت اسباب الغزو”.
كما تسائلت الكاتبة الأردنية إحسان الفقيه عن: “لماذا لا يتم إلغاء الفيتو الروسي بما أن روسيا لا تعترف لا بمجلس الأمن الدولي ولا بالأمم المُتحدة وتتعامل بأسلوب البلطجية وقُطّاع الطُرق؟، ولماذا لم تُرسل سيدة العالم في التوحّش على بلاد المُسلمين (أمريكا)وشريكاتها من عجائز أوروبا، قوّاتا برية لحماية أوكرانيا من جنون عظمة بوتين؟”.
ولفت الناشط السياسي خالد الجهني، إلى موقف الدول العربية بعدم الانحياز في الحرب الأوكرانية، موضحا أن الصراع بعيد جغرافيا عن العرب، لكن أثره السياسي والعسكري عليهم قريب.
وأفاد اكاتب والصحفي علي حميدي، بأن بوتين يغزو أوروبا، وأنه يريد أن يغزو العالم، مضيفا أن ملامح الغزو بدأت في جورجيا 2008 وضم القرم 2014 لكن الغزو بدأ فعليا في 2015 بالهجوم على السوريين، وتجلى في قصف حلب أواخر 2016 وبعده الغوطة.
فيما فند الإعلامي أحمد منصور، نتائج الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث بين أنها ستحدد مصير الولايات المتحدة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي، كما ستشجع الصين على ضم تايوان بالقوة واجبار الولايات المتحدة على تقليص وجودها فى بحر الصين الجنوبي.
وأكد الكاتب التركي إسماعيل باشا، أن الغزو الروسي لأوكرانيا أثبت مدى أهمية المشاريع الوطنية لتطوير أنظمة الدفاع الجوي ورفع الاكتفاء الذاتي، مشددا على عدم الاعتماد على الخارج في التسلح والدفاع عن الوطن.