شدوى الصلاح
قال الأمين العام لحزب التجمع الوطني عبدالله العودة، إن مطالبة 16 نائباً في الكونغرس الأمريكي الاستخبارات ووزارة الخزانة الأمريكية بالكشف عن كل أصول الشخصيات المتورطة في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول أكتوبر/تشرين الأول 2018، دليلا على أن قضيته لم تنته.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن حزب التجمع والمنظمات الحقوقية وأطراف كثيرة في أمريكا وخارجها لن يسكتوا أبداً على قضية اغتيال خاشقجي، مضيفا: “لدينا قضية مرفوعة أمام القضاء الفيدرالي سواء قررت الدول التخلي عن القضية أو اتخذت منه مجرد ورقة في المفاوضات مع النظام السعودي والضغط عليه”.
وتابع العودة: “نحن ننظر لقضية خاشقجي على أساس أنها قضية إنسانية مبدئية وطنية أخلاقية لن تنتهي أو تتوقف حتى تعود الحقوق لأصحابها وحتى يقاد كل المتورطين في دم الشهيد خاشقجي للعدالة ويقتص منهم، وهذا سيكون عاجلاً غير أجلاً حين تتحقق الظروف والشروط”.
وأشار إل أن مطالبات أعضاء الكونغرس بالكشف عن أصول المتورطين في اغتيال خاشقجي تأتي بعد عام من الكشف عن ملخص تقرير مكتب الاستخبارات الوطنية الأمريكية المتعلق بالاغتيال الذي أفاد بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وافق على عملية اعتقال أو قتل خاشقجي إبان وجوده في تركيا.
كما أشار التقرير إلى أن بن سلمان يسيطر على صنع القرار في السعودية، ومن المستبعد جدًا أن تكون عملية من هذا القبيل تمت دون إذنه، لافتا إلى تورط المستشار المقرب لولي العهد سعود القحطاني في الجريمة؛ والذي أكد علناً في منتصف 2018 أنه لم يتخذ قرارات دون موافقة ولي العهد.
كان حزب التجمع الوطني قد اطلق منتصف ديسمبر/كانون الأول 2021، حملة إعلانية مناهضة لقتلة خاشقجي، عبر شاحنة متنقلة جابت شوارع العاصمة الأمريكية ملصق عليها صورةً لولي العهد مع عبارة: “نحن نستحق الديمقراطية وليس السيد ولي العهد ناشر العظام”، في إشارة إلى موافقته على اغتيال خاشقجي وتقطيع جثته.
وواصلها في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، بإيقاف الشاحنة أمام الكونغرس الأمريكي، معلنا أنه سيبقى يذكر العالم بكل الجرائم المرتكبة بحق الشعب السعودي من اغتيال خاشقجي للتحرش بالناشطات في المعتقلات والمطالبة بالإعدامات وتشويه الحقائق وتعذيب الدعاة والإصلاحيين وغيرها.
وحينها توقع العودة في تصريحات لـ”الرأي الآخر”، أن تأتي الحملة ثمارها، موضحا أن الحملة للضغط على الطغمة الفاسدة في السعودية وعلى رأسها بن سلمان، كما تستهدف التأثير على الكونغرس الذي يشرع ويستطع منع كافة أشكال الدعم المقدم للنظام السعودي لأنه الشيء الوحيد الذي يبقيه على قيد الحياة.
وبين أن ضغط الحزب إعلامياً وسياسياً في أميركا والغرب بشكل عام وصناع القرار ليس لأجل ممارستهم التغيير في السعودية، ولكن ليرفعوا أيديهم عن المستبدين والطغاة الديكتاتوريين في السعودية والبلدان العربية، متوقعا أن يؤول القرار للشعب بمجرد حدوث ذلك.
وأشار العودة، إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لم تفِ بالتزاماتها ووعودها التي أطلقتها إبان دعاياتها الانتخابية بشأن ملاحقة بن سلمان ومعاقبته على جريمة اغتيال خاشقجي، مؤكدا أن تحقيق ذلك ما زال يحتاج إلى ضغط أكبر.
وبدوره، قال النائب في الكونغرس الأمريكي توم مالينوفسكي في تغريدة على حسابه بتويتر، إنه و15 من زملائه طالبوا وزارة الخزانة الأمريكية بالإفراج عن معلومات حول الأصول والعقوبات للأفراد المدرجين في تقرير خاشقجي على أنهم متواطئون في مقتل الصحفي في صحيفة واشنطن بوست.