لا يكف الإعلاميون الموالون للأنظمة الفاسدة والاستبدادية عن إحداث البلبلة والجدل، من أجل التغطية على جرائم وانتهاكات حكامهم، وعلى رأسهم نظام الانقلاب العسكري في مصر، بالحديث مرة عن الدين لإثارة مشاعر المواطنين، ومرة عن الغلاء الذي بات آلة تطحن المصريين.
واستنكر ناشطون على تويتر، تصريحات الإعلامي عمرو أديب عن الغلاء المبالغ فيه لأسعار السلع الرئيسية، داعيا المصريين الذين يعيش أكثر من نصفهم تحت خط الفقر، إلى التقشف والاستغناء عن الرفاهيات.
وطالبوا عبر حساباتهم الشخصية، الإعلامي بتطبيق حديثه عن ترشيد الإنفاق على نفسه أولا، مشيرين إلى راتبه الذي يصل إلى ملايين الجنيهات وحياة الرفاهية التي يعيشها، بينما يدعو المواطنين الذين لا يتجاوز راتبهم الحد الأدنى من المرتبات بالتقشف.
وسخر ناشطون، من دعوة أديب، للمصريين بعدم شراء “البيض الأورجانيك”، قائلين إن يوجه حديثه لطبقة معينة تستطيع شراء المواد الغذائية العضوية، وليس عامة الشعب الذي أصبح يجد صعوبة في سد احتياجاته الأساسية.
وأمس الإثنين، قال أديب، في برنامجه على قناة “إم بي سي مصر”: “ليه أشتري بطاطس شيبسي زيادة أو علبة تونة أو علبة زبادي زيادة أو جبنة، كل ده ليس فيه جودة بالمنتج، ليه تاكل البيض أورجانيك.. كله بالبسطرمة حلو وهيبقى نفس الطعم”.
موجها حديثه إلى المصريين، عن ارتفاع الأسعار الكبير الذي ضرب الأسواق المصرية، عقب الحرب على أوكرانيا، حاثا المواطنين على التراجع عن شراء السلع الغير أساسية.
وفيما يبدو أن الإعلامي كان يوجه نصائحه فقط للطبقة العليا التي ينتمي لها، إذ أصبحت رواتب النسبة الأكبر من الشعب المصري لا تسمح بشراء حتى البيض العادي يوميا، أو “البسطرمة” وهي نوع من اللحوم المحفوظة مرتفعة الثمن.
وفي نهاية فبراير/شباط الماضي، تسبب أديب، المحسوب على نظام الانقلاب، في أزمة دبلوماسية مع ليبيا بعد دعوته صراحة خلال برنامجه إلى غزو ليبيا، وذلك في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وشبه أديب، أوكرانيا بليبيا المتاخمة لمصر، مشيرا إلى إمكانية تكرار سيناريو الهجوم الروسي على ليبيا إذا كانت الحدود مهددة، قائلا: “اليومين دول فرصة للي عاوز يعمل أي حاجة، العالم لايص ومحدش فاضي لحد فلو عايز أي حد يعمل أي حاجة، هم اليومين دول”.
رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، تعجب من حديث أديب، الذي يتقاضى الملايين شهريا، في حين يدعو المصريين الذي لا يتجاوز راتبهم مئات الجنيهات بالتقشف وترك البذخ والرفاهية.
وسخر الكاتب الصحفي وائل قنديل، من مطالبة الإعلامي للمواطنين بعدم شراء “البيض الأورجانيك”، ومشاهدة برنامجه عوضا عن ضروريات الحياة.
وأشار الإعلامي هيثم أبو خليل، إلى الحياة المترفة التي يعيشها أديب، بينما يحث المصريين على الاستغناء عن شراء الطعام.
وأكد صاحب حساب المجلس الثوري المصري، أن قطاع عريض من المصريين لا يأكلون اللحم إلا في الأعياد، وذلك لضيق ذات اليد نتيجة الرواتب المعدمة، مستهجنا دعوة الإعلامي للمواطنين بالتقشف.
واستنكر الأكاديمي والكاتب أحمد بن راشد بن سعيد، حديث الإعلامي إلى الشعب المصري ومطالبته بالاستغناء والتدبر، وهو يعاني بالأساس من الفقر ويثقل كاهله الغلاء.
ورأت الناشطة السياسية نيفين جمال، أن دعوة أديب، للمصريين للتقشف والاستغناء أكثر من ذلك تعني موتهم جوعا.
وقال محمد مادي، إن الكلمات التي صدرت من شخص يمتلك الملايين وهو يحث الفقراء ومحدودي الدخل على الاستغناء، ستؤدي إلى انفجارهم نتيجة شعورهم بالظلم.
وسخر الناشط السياسي محمد عباس، من الإعلامي المصري، قائلا إنه كان يوجه حديثه للطبقة التي ينتمي إليها وليس لعامة المصريين الذين يسدون احتياجاتهم بشق الأنفس.
يشار إلى أن تقريرا للبنك الدولي صدر في مايو/أيار 2019، أكد أن 60% من المصريين، إما فقراء أو عرضة للفقر، حيث أصبح دخل المواطن من هذه النسبة لا يزيد عن 1.9 دولار بما يعادل 30 جنيهاً يوميا.
وفي محافظات الصعيد الواقعة جنوب مصر، تشكل نسبة الفقراء 66% من عدد السكان، وقد ارتفعت مؤشرات الفقر في نهاية عام 2016، بعدما قررت سلطات الانقلاب بقيادة عبدالفتاح السيسي، تعويم سعر الجنيه أمام الدولار.