لا يخفى على أحد سعي الإمارات إلى فرض سيطرتها السياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، ودعم كل ما من شأنه أن يحدث الانقسام والتشتت داخل البلدان لتجد لها موطأ قدم بواسطة الموالين، لا سيما موانئ اليمن التي تعمل على سلبها.
ونشر الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله، على حسابه بتويتر، صورا له أثناء زيارته إلى جزيرة سقطرى اليمنية، الخاضعة لسيطرة جماعات مدعومة من أبو ظبي.
وقال: “أحييكم هذا المساء من سقطرى جزيرة السعادة التي رغم صغر مساحتها، فإنها تحتضن كثافة استثنائية وعجيبة من التنوع الحيوي من نباتات وأشجار وحشرات وحيوانات برية وبحرية”.
وأضاف عبدالله، أنه “البعض ممن تحدثت إليهم من أهلها الطيبين يتمنى أن تكون الإمارة الثامنة في دولة الإمارات”.
لتثير تغريدته غضب ناشطين على تويتر، مستنكرين تفاخره بوجوده في منطقة يمنية دون الحصول على تأشيرة دخول من السلطات اليمنية.
وأكدوا خلال مشاركتهم على وسم #سقطرى_احتلال_اماراتي، أن خضوع ومهادنة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، المقيم في فنادق الرياض هو وحكومته، هم السبب في سيطرة الإماراتين على وطنهم.
وأشار ناشطون، إلى مطامع أبو ظبي في موارد وموانئ اليمن، لافتين إلى التدمير الذي أحدثته القوات الإمارتية في محمية جزيرة سقطرى وإنشاء القواعد العسكرية بها.
وعبدالله، هو مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، اشتهر بدعمه ووقوفه مع سلطات بلاده إبان التطبيع مع الكيان الصهيوني في عام 2020، بموجب اتفاقية تطبيع بين أبو ظبي والمنامة والكيان في واشنطن.
حتى أنه بات يوبخ ويدين من يرفض التطبيع مع الصهاينة، مُمجدا قرار شيوخ الإمارات القاضي بفتح دولتهم على مصراعيها للكيان الصهيوني ووصفه بأنه “قرار مدهش”.
كما تزعم عبدالله، حملة ترويج لاتفاقية التطبيع مع الصهاينة، وقال في تغريدة له: “السؤال ليس كيف وصلت الإمارات للتطبيع، بل كيف تصالحت 82% من إجمالي دول العالم مع إسرائيل رغم ما تمثله من احتلال لا يمكن التصالح معه أخلاقيا؟”، مشيدا بالدبلوماسية الصهيونية.
رئيس مركز هنا عدن أنيس منصور، استنكر صمت القيادة اليمنية على سيطرة الإماراتين على أرض بلاده، مشيرا إلى أنباء عن بيع جزية سقطرى والتنازل عنها لصالح أبو ظبي.
واستهجن منصور، تخاذل رئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر، وقيادي الحكومة عبدالعزيز جباري، وأحمد الميسري، المقيمين في السعودية، تجاه التدخل الإماراتي السافر، والإفصاح صراحة عن ضم سقطرى للإمارات.
وتعجب رئيس مركز لحج الإعلامي عبدالله خليدي، من الغياب التام للحكومة اليمنية، وعدم ردها على عبدالخالق، بعد قوله إن سقطرى إمارة ثامنة لبلاده.
ورأى صاحب حساب نحو الحرية، أن مهادنة وانبطاح قادة الحكومة اليمنية المقيمة في الرياض، هو ما سمح للإماراتين باحتلال اليمن والتحكم في مصيره.
وقال الناشط السياسي والحقوقي عبدالواحد اليمني، إن سبب تدهور الأوضاع في اليمن، هو أطماع السعودية والإمارات وإيران في الهيمنة على بلاده، مؤكدا خيانة هادي، ورجال حكومته.
وأشار اليمني، إلى عبث أبو ظبي في جزر أرخبيل سقطرى، وهي محمية طبيعية مسجلة لدى منظمة اليونسكو، لافتا إلى مساعي الإمارات لإنشاء قاعدة عسكرية فيها.
واستنكر الكاتب الصحفي توفيق أحمد، وصف الأكاديمي الإماراتي بأن سقطرى إمارة ثامنة تابعة لأبو ظبي، بعدما دشنت قاعدة عسكرية فيها، مؤكدا أن أهالي الجزيرة لن يسمحوا بالتفريط فيها.
كما ذكّر الإعلامي والناشط السياسي يحيى محمد شتران، بالمعتديين على بلاده، مؤكدا أنهم رحلوا جميعا وأن الاحتلال الإماراتي حتما سيزول.
وندد فهد المهري، بدول التحالف التي أحدثت حربا ودمارا في اليمن تحت مزاعم عودة الشرعية، بينما كان الهدف احتلال البلاد والسيطرة على مواردها.
وفي مارس/آذار 2015، هوجمت اليمن من قبل ائتلاف مكون من عدة دول عربية باسم “التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية”، بحجة القضاء على جماعة الحوثي واستعادة الشرعية للرئيس هادي، الذي فر من بلاده إلى الرياض.
وكانت أبو ظبي قد سيطرت على أرخبيل جزيرة سقطرى بشكل كامل بمساعدة من السعودية، في يونيو/حزيران 2020، عن طريق قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي لها.
ومنذ ذلك الوقت، أصبحت الإمارات تتعامل مع سقطرى كجزء من أراضيها، إذ تمنح الإذن للسياح الأجانب بزيارة الأرخبيل ومن بينهم سياح صهاينة، والتي تولي لهم أبو ظبي اهتماما خاصا، موفرة لهم الحماية الأمنية أثناء جولاتهم بالجزيرة.
وأصبحت محمية سقطرى التي وضعت ضمن قائمة منظمة اليونيسكو، مهددة بالدمار إزاء أعمال الإنشاء والحفر والتغييرات التي تقوم بها الإمارات، ما أسفر عن هجرة وانقراض المئات من الطيور والحيوانات منها.
وسقطرى هي أرخبيل يمني مكون من 6 جزر تقع على المحيط الهندي، أمام سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، وتضم أشجارا وشعاب مرجانية وحيوانات وطيور نادرة، وهي من أكبر الجزر العربية واليمنية.
وصنفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، سقطرى كأجمل جزيرة في العالم في عام 2010، وذلك لما تمتلكه من تنوع فريد للكائنات الحية على مستوى العالم.
وبالحديث عن أطماع الإمارات في اليمن، أكدت مجلة أوريون 21 الفرنسية في فبراير/شباط الماضي، أن أبو ظبي “تأمل في السيطرة على العديد من الموانئ اليمنية والجزر الاستراتيجية التي تتيح لها الوصول إلى بحر العرب وخليج وخليج عدن”.
وأشارت إلى مساعي الإمارت في السيطرة على محافظات المكلا وبلحاف وعدن اليمنية إلى جانب جزيرة سقطرى، لافتة إلى قيام أبو ظبي بتدريب وتسليح وتمويل ميليشيا مكونة من 30 ألف مرتزق منذ عام 2015، من أجل هذا الهدف.