أعربت مجلة أمريكية عن تخوفات من زيادة النفوذ الروسي في جنوب آسيا، خاصة عقب زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لكل من الهند وباكستان مطلع هذا الأسبوع.
وذكرت مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) الأميركية أن المغادرة الوشيكة للقوات الأميركية لأفغانستان والعلاقات الدافئة التي تجمع موسكو بالصين وبأكبر دول جنوب آسيا يضعها في وضع قوي لتشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة.
وأفادت المجلة -في تقرير للباحث المختص في الشؤون الآسيوية ميكائيل كوغلمان- أن هذا التأثير لا يرضي واشنطن لكن لا يتوقع أن تقوم بمقاومته في هذا الجزء من العالم.
وعكست زيارة لافروف جوانب من النفوذ الروسي في المنطقة التي تشمل التوسط في المحادثات بين الهند والصين لحلحلة الخلاف الحدودي بينهما.
كما بينت دور موسكو المتزايد في عملية السلام الأفغانية في ظل المكانة الرئيسية التي تحتلها إسلام آباد في الملف.
وأقامت كل من روسيا والهند -المحطة الأولى في زيارة لافروف- صداقة قوية بينهما خلال الحرب الباردة لكن العلاقات بين البلدين فقدت الكثير من زخمها خلال العقد الماضي.
وعزز كل من روسيا والهند صلاته مع منافس الطرف الآخر، الهند مع الولايات المتحدة وروسيا مع الصين.
ولم يلتق المسؤول الروسي خلال زيارته لنيودلهي رئيس الوزراء ناريندرا مودي، ما يدلل -كما أشارت إلى ذلك وسائل إعلام محلية- على أن الحكومة الهندية لم تكن راضية.
على أن زيارة لافروف للهند اقترنت أيضا برحلة إلى الجارة باكستان، في حين ترجح نظرية ثانية أن تكون واشنطن هي من حثت نيودلهي على ألا يلتقي المسؤولان خلال الزيارة.
بالرغم من ذلك فإن التعاون الروسي الهندي -بحسب المجلة- يشمل مجالات متعددة، حيث ذكر وزير الشؤون الخارجية الهندي سوبراهمانيام جيشانكار أنه ناقش ولافروف الشراكة القائمة بين البلدين في المجالات النووية والفضائية والدفاعية، كما تعهد الطرفان بتوسيع التعاون الأمني بينهما.
فضلا عن ذلك تدرس الهند عقد صفقة سلاح مع روسيا تشتري بموجبها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية “إس-400” (S-400)، مما يعرضها لاحتمال فرض عقوبات أميركية.
وترى المجلة أن رغبة نيودلهي في عقد صفقات سلاح كبيرة مع منافسٍ للولايات المتحدة، على الرغم من شراكتها الدفاعية المتنامية مع واشنطن، تؤكد اعتمادها المستمر على الدعم العسكري الروسي ونفوذ موسكو المستمر عليها.
المصدر: فورين بوليسي