حتى قبل الوباء، كانت صناعة النفط والغاز تواجه انخفاضًا في الأسعار، ومع ذلك، مع الانهيار القياسي في الطلب وسط عمليات الإغلاق، أدت أزمة كورونا إلى زعزعة السوق بشكل أكبر، مما تسبب في انخفاض الإيرادات الهائلة والقيمة السوقية حتى لأكبر شركات النفط.
ووفقًا للبيانات التي قدمتها موقع “Finaria.it”، انخفض صافي الدخل لأكبر منتج للنفط في العالم وإحدى أكبر الشركات المدرجة في البورصة، أرامكو السعودية، إلى 49 مليار دولار في عام 2020، وهو انخفاض بنسبة 55٪ في عامين.
وأدت أزمة كورونا وحرب أسعار النفط إلى خفض الأرباح بنحو 40 مليار دولار في السنة.
واستعدادًا للاكتتاب العام الأولي الذي جرى في ديسمبر 2019، أعلنت أرامكو السعودية عن أرباح 2018.
ومع صافي دخل قدره 111.1 مليار دولار، صنفت شركة النفط السعودية العملاقة التي تديرها الدولة على أنها أكثر الشركات المدرجة في البورصة ربحية في العالم.
وأدت مخاوف الاقتصاد الكلي العالمية مثل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والإفراط في إنتاج النفط، إلى انخفاض كبير في الأسعار حتى قبل تفشي فيروس كورونا.
في عام 2019، سجلت الشركة ربحًا قدره 88.2 مليار دولار، بانخفاض 20٪ على أساس سنوي.
ومع ذلك، أدت المواجهة بين روسيا والسعودية في الأشهر الأولى من عام 2020 إلى انخفاض الأسعار بشكل أكبر وتسببت في ضربة هائلة لأرباح أرامكو السعودية.
وبعد انخفاض الطلب العالمي على النفط في مارس، اقترحت السعودية خفض إنتاج النفط، لكن روسيا رفضت التعاون، فردت الرياض بزيادة الإنتاج وخفض الأسعار.
بعد فترة وجيزة، تبعتها روسيا بفعل الشيء نفسه، مما تسبب في انخفاض أسعار النفط الخام بنسبة تزيد عن 60٪ في بداية عام 2020.
وعلى الرغم من أن أوبك وروسيا اتفقتا على خفض مستويات إنتاج النفط لتحقيق الاستقرار في الأسعار بعد بضعة أسابيع، إلا أن أزمة كورونا بدأت بالفعل.
وفي مارس، أعلنت أرامكو السعودية عن أرقام العام بأكمله للمرة الثانية منذ طرحها للاكتتاب العام، وكشفت النتائج عن خسائر مالية ضخمة.
في عام 2020، أعلنت شركة النفط السعودية المملوكة للدولة عن صافي دخل قدره 49 مليار دولار، أي ما يقرب من 40 مليار دولار انخفاضًا في عام واحد.
في حين أن أرامكو السعودية كانت أكثر الشركات المدرجة في البورصة ربحية على مستوى العالم في عام 2019، فإن النتيجة الحالية تضع الشركة خلف شركة أبل، التي سجلت صافي دخل قدره 57.4 مليار دولار في عام 2020.
وفي ديسمبر 2019، أكملت شركة النفط العملاقة التي تديرها الدولة الاكتتاب العام الذي طال انتظاره وحققت تقييماً مذهلاً بقيمة 2 تريليون دولار في اليوم الثاني من التداول، وهو ما يقرب من تريليون دولار أعلى من أكبر الشركات المدرجة في العالم وهي مايكروسوفت وأبل.
كان الطرح العام الأولي جزءًا أساسيًا من برنامج رؤية 2030 لولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتحويل الاقتصاد السعودي.
ومع ذلك، تفوقت شركة آبل على أداء أسهم أرامكو السعودية في عام 2020.
وبعد انخفاضها إلى 1.61 تريليون دولار في مارس من العام الماضي، قفزت القيمة السوقية للشركة التي تتخذ من الظهران مقراً لها إلى 2.15 تريليون دولار في سبتمبر.
لكن بحلول نهاية العام، انخفض هذا الرقم إلى 2.05 تريليون دولار.
وتشير الإحصاءات إلى أن القيمة السوقية لأرامكو السعودية تغيرت حول هذه القيمة للأشهر الثلاثة الماضية ثم انخفضت إلى 1.87 تريليون دولار في أبريل بعد أن كشفت الشركة عن نتائج العام بأكمله.
وعلى الرغم من أن قيمة أرامكو السعودية كانت أقل من تريليون دولار في وقت طرحها العام الأولي، إلا أن شركة آبل، أكبر شركة تكنولوجية في العالم، شهدت ارتفاعًا في القيمة السوقية العام الماضي.
في كانون الثاني (يناير) 2020 ، بلغت القيمة الإجمالية لأسهم شركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة 1.4 تريليون دولار.
وبعد أن تراجعت إلى 1.1 تريليون دولار في آذار (مارس)، ارتفعت القيمة السوقية لشركة آبل إلى أكثر من 2.3 تريليون دولار في كانون الأول (ديسمبر).
وعلى الرغم من أن هذا الرقم انخفض إلى 2.08 تريليون دولار الأسبوع الماضي، إلا أنه لا يزال يمثل زيادة بنسبة 90٪ تقريبًا خلال عام.