أحيا ناشطون على تويتر الذكرى الأولى لوفاة رائد الإصلاح المفكر والناشط الحقوقي السعودي الدكتور عبدالله الحامد، فجر الجمعة 24 أبريل/نيسان 2020، الأول من رمضان 1441، نتيجة الإهمال الطبي إثر تعرضه لجلطة دماغية وتركه لساعات في غيبوبة في زنزانته قبل نقله للمستشفى ووفاته.
وذكر ناشطون عبر مشاركتهم في وسمي #ذكرى_استشهاد_عبدالله_الحامد، #عبدالله_الحامد بمسيرة الحامد، ومعاناته داخل سجون المملكة سيئة الصيت، منذ مارس/آذار 2013، بعدما حكم عليه بالسجن 11 عاماً، لتأسيسه وآخرين جمعية الحقوق السياسية والمدنية “حسم”.
وأشاروا إلى مطالب الحامد بإصلاح منظومة الحكم في المملكة، ومشاركة الشعب في صنع القرار السياسي عبر نظام ملكي دستوري، لافتين إلى أنه أحد أبرز وجوه تيار الإصلاح السياسي في المملكة.
وأجمع ناشطون على أن الجزيرة العربية فقدت بفقد الحامد (69 عاماً) رمز من رموز الإصلاح والدفاع عن حقوق الإنسان وقائد من قادة المقاومة السلمية، مشيرين إلى أنه قضى عمره مناضلاً ومدافعاً عن حق الأمة بأوطان عادلة وحرة.
ونددوا بسوء الأوضاع داخل السجون، واتهموا السلطات السعودية التي وصفوها بالقمعية، بالإهمال المتعمد وعدم تقديم الرعاية الصحية للمعتقلين بهدف التخلص منهم، ووفاتهم، مشيرين إلى تكرار نفس الواقعة مع أكثر من معتقل.
وتداول ناشطون مقتطفات من كلمات الحامد الشهيرة، أبرزها: “لا أطالب بحقوق هذا الشعب لنفسي، فأنا رجُل كبير ولم يبق من العمر أكثر مما ذهب، لكني أطالب لجيل من الشباب ممن رأيت الحماسة في أعينهم حب الإصلاح”.
وتداول أيضا صورة للحامد مرفقة بنصيحته: “علموا أولادكم أن لا يتنازلوا عن حقوقهم ولا عن حريتهم ولا عن إنسانيتهم، وأن لا يرضوا بالظلم ولا الإذلال ولا التمييز”، داعين إلى الثورة والانقلاب على السلطة الحاكمة من أجل العدالة.
ونشرت منظمة القسط لحقوق الإنسان بالسعودية، انفوجراف تعريفي بالحامد، موضحة أنه اعتقل أكثر من خمس مرات، حكم عليه بالسجن أحد عشر سنة، وتعرض للتعذيب الشديد في فترات اعتقاله، ونال مع رفاقه جائزة رايت ليفيلهوود، المعروفة باسم “جائزة نوبل البديلة”.
وقال الأمين العام لحزب التجمع الوطني المعارض يحيى عسيري: “ذكرى استشهاد عبدالله الحامد مؤلمة على وعلى المستبد، إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون، نتألم لفقد عزيز نبيل كـعبدالله الحامد، ونتألم على رحيله بهذه الطريقة الظالمة المتوحشة، والمستبد يتألم أن ذكر الحامد يطارده، وأن نضاله لم ولن ينتهي، وأن النشطاء كالزرع”.
وأوضح المغرد يعقب منب هندي، أنه من قبيلة عنزة، داعياً قبيلته إلى الانقلاب ضد السارق المارق المجرم معذب النساء وأصحاب الشأن والرأي الذين هم أفضل منه في كل شئ.
وقال: “نريد تحقيق العدالة ونبذ السرقة والفقر يا وطنجية، لا تطبلون وتتغنون بسارقين ثروات بلادكم”.
وقال المغرد سيف المشهور، لو وجد في النظام السعودي رجل رشيد لسمعوا لدعوة الشهيد الحامد بالملكية الدستورية وهذا في مصلحتهم ومصلحة الشعب والوطن، معتبراً تعنتهم في الاستجابة علامة انتحار للأسرة وجعل طريق إسقاطهم ومحاسبة مجرميهم هي الطريق الوحيد لذلك، ولكم في صدام والقذافي أصدق موعظة.
وأشار الناشط وليد الهذلول شقيق الناشطة لجين الهذلول، إلى أن عبدالله الحامد ضحى لأجل حقوق الشعب وهو لم يكن مجبراً على ذلك لكنه كان مؤمناً بمبادئه، قائلاً: “قصرنا بحقه وقت ما كان معتقلاً ولذلك أقل ما نستطيع عمله هو تخليد ذكرى وفاته.
وتساءل الإعلامي اليمني حميد رزق: “في ذكرى رحيله مظلوما معذبا بسجون ال سعود هل تتحول روح المناضل المدني عبدالله الحامد إلى جذور ثورة تشتعل داخل مملكة القهر والرمال؟”، معتبراً الحامد بسيرته ونضالاته “غاندي السعودية” وصارت مآثره وأطروحاته ملهمة للكثير من أبناء الجزيرة العربية داخل المملكة وخارجها.
ووصف عبدالعزيز الدغيم إن عبدالله الحامد، بالرمز المناضل المقاوم للاستبداد إلى أخر يوم في حياته، قائلاً إنه من الأشخاص الذين أثروا بنا، لا يسعنا في ذكرى استشهاده إلاّ أن نستمر في نضالنا إلى أن تنتزع الأمة حريتها، وكرامتها المسلوبة.
وأوضح مغرد آخر أن الحامد كان مجاهدا بالكلمة، مجاهرا بالحق، مقارعاً للظلمة، ناشرا للوعي، وكان مثالا لم تعهده الجزيرة العربية طوال مئات السنين. وكان يبث روح التعايش وينشر أنسام الحرية في جزيرة قد قحطت من الاستبداد في الحكم، وتكلست من احتكار الرأي والفكر.