شدوى الصلاح
أكد الباحث اليمني عادل دشيلة، أن الحوار السياسي الجاري في العاصمة العمانية مسقط منذ أواخر الشهر الماضي، بين النظام الإيراني والسعودي بمشاركة أميركية وأممية لإنهاء الأزمة اليمنية، يعتمد على مدى التفهمات، والتنازلات التي سيقدمها كل طرف للأخر.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر، أن نتائج الحراك الدبلوماسي، ستتوقف على مدى استعداد إيران للتنازل، والتوقف عن دعم الميلشيا الحوثية المسلحة باليمن، مستبعداً استعداد إيران للقبول بذلك خاصة في ظل استهدافها للداخل السعودي وتصعيده بقصف نجران الأخير.
وأوضح دشيلة أن ذلك يعني أن السعودية وأوروبا سيقدمون تنازلات للنظام الإيراني لإيجاد ما يشبه التسوية المؤقتة، من خلال وقف إطلاق النار أولاً، ثم الدخول في عملية سياسية بين أطراف الصراع، والحركات المسلحة والحكومة اليمنية في المستقبل.
وأكد أن هذا لن يصب في صالح الدولة الوطنية، وإنما يخدم ميلشيا الحوثي، إذا هناك ثلاثة اتجاهات حالياً، أولها وقف شامل لإطلاق النار، وثانيها الاتجاه الإنساني وتدفق المساعدات، وثالثها فتح المنافذ البرية والبحرية، ثم بعد ذلك الدخول في عملية سياسية شاملة.
وتوقع دشيلة تحقيق الاتجاهين الأولين، مستبعداً الوصول إلى عملية سياسية شاملة وحل جذري للأزمة اليمنية، لأن هذا ما زال بعيدا حتى هذه اللحظة، لعدم رغبة القوى الإقليمية الفاعلة لتحقيق السلام في اليمن.
وأشار إلى وجود مباحثات مختلفة جارية لوقف التصعيد في المنطقة، بوساطة عراقية كما حدث قبل أيام، وكشفته الصحافة الغربية، سواء كان حوار مباشر أو غير مباشر بين النظام السعودي والإيراني، أو ما يجري اليوم بتواجد وزير الخارجية السعودي في مسقط.
ورأى دشيلة أن الحراك السياسي الجاري بين إيران والسعودية وتحول الرياض في سياستها الخارجية تجاه طهران يؤكد وجود تفهمات مبدئية لوقف التصعيد في المنطقة نتيجة لتحول السياسة الخارجية الأميركية، مشيراً إلى أن الصراع بين الرياض وطهران ليس وليد اللحظة.
وتشهد مسقط حراكاً دبلوماسيا غير مسبوق بمشاركة أميركية أممية لبحث مساعي إيقاف الحرب المشتعلة في اليمن منذ مارس/آذار 2015.
وكانت السعودية قد قدمت في مارس/آذار 2021، مبادرة دعمتها الحكومة اليمنية تدعو لوقف شامل لإطلاق النار في اليمن تحت مراقبة الأمم المتحدة تنفذ فوراً حال موافقة الحوثي، لكن الحوثي رفضتها وقالت إنها لم تأتي بجديد.
وجدد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مبادرته للحوثي في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي السعودي، في 27 أبريل/نيسان الماضي، مرفقاً عرضه بدعم اقتصادي وكل ما يريده الحوثي مقابل وقف إطلاق النار والجلوس على طاولة المفاوضات.
ويسعى المبعوثان الأممي والأمريكي خلال مباحثات مسقط إلى إقناع الحوثي بالموافقة على المقترحات المطروحة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار يفضي إلى مشاورات سلام في البلد المنهك جراء هذه الحرب التي خلفت مئات القتلى والجرحى، وشردت أكثر من 4 ملايين يمني.