صرحت تركيا صباح اليوم الثلاثاء، بتعيين سردار قليج ممثلا خاصا لها معنيا بتطبيع العلاقات مع أرمينيا، وذلك في محاولة لتجاوز تعقيدات تاريخية حالت دون تقارب البلدين، بموجب قرار نشر فجر اليوم في الجريدة الرسمية التركية حمل إمضاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكانت أرمينيا، قد عينت في وقت سابق، نائب رئيس البرلمان روبن روبينيان، ممثلا خاصا لها لدى تركيا، في إطار عملية الحوار بين البلدين.
وفي وقت سابق أعلن وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، أن المرحلة القادمة ستشهد تبادل تعيين ممثلين خاصين مع أرمينيا، حيث لاقى إعلانه ترحيب العاصمة الأرمانية يريفان، التي قالت إنها “على استعداد دائم لإطلاق عملية تطبيع العلاقات دون شروط”.
يشار إلى أن التوتر في العلاقة بين البلدين، يعود إلى عقود طويلة، وذلك لرفض أنقرة الاعتراف بـ”الإبادة الجماعية” للأرمن، التي نفذت إبان الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.
وأقرت تركيا، بعد تفكيك الإمبراطورية العثمانية عام 1920، بوقوع مذابح، لكنها ترفض توصيفها بالإبادة، مشيرة إلى أن حربا أهلية في الأناضول تزامنت مع مجاعة، تسببت بمقتل ما بين 300 و500 ألف أرمني، فضلا عن عدد مساوٍ من الأتراك.
وبعدما كانت تركيا من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أرمينيا عام 1991 عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، إلا أنها قطعت علاقاتها الدبلوماسية معها، وأغلقت الحدود عام 1993، بعد احتلال أرمينيا مدينة كلبجار الأذرية أثناء حرب قره باغ الأولى.
وكانت يريفان، قد رفضت أيضا الإقرار باتفاقية قارص 1921، وهي الاتفاقية التي رسمت الحدود بين الدولة السوفياتية الناشئة حينها وتركيا، وتخلت فيها أرمينيا السوفياتية عن منطقتي قارص وأردهان اللتين احتلتهما الإمبراطورية الروسية في حروب القرن الـ19 مع الإمبراطورية العثمانية.
فيما تواصلت المباحثات والجهود لتطبيع العلاقات الأرمينية التركية منذ أكثر من 15 عاما، وكادت تتكلل بالنجاح عام 2009، بعد توقيع وزيري خارجية البلدين في ذلك الحين؛ التركي أحمد داود أوغلو ونظيره الأرميني إدوارد نالبنديان، على بروتوكولين لتسوية الخلافات العميقة بين الدولتين.
كما اتفق الطرفان حينها على الاعتراف المتبادل بالحدود الحالية بين البلدين، كما حددتها اتفاقيات القانون الدولي ذات الصلة، لكن جهود التطبيع تعثرت بعدما ضغطت أذربيجان على تركيا حينها.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية بين أرمينيا وتركيا، فقد قطع الطرفان شوطا كبيرا منذ 2009 في حل معظم القضايا الخلافية مثل الاعتراف بوحدة أراضي تركيا، والاعتراف باتفاقية قارص 1921.
وتصاعد التوتر بين البلدين، في 2020 بسبب النزاع العسكري بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناغورني قره باغ، حيث دعمت أنقرة حينها باكو، وتوقفت المعارك بعد إبرام اتفاق على وقف الأعمال القتالية برعاية موسكو، كرس هزيمة عسكرية أرمينية ومكاسب كبيرة لباكو وأنقرة.
وتنازلت أرمينيا، بموجب الاتفاق عن مساحات من الإقليم خسرتها خلال المعارك، إضافة إلى 7 مناطق محاذية كانت قد سيطرت عليها خلال الحرب السابقة في تسعينيات القرن الماضي.