طالب سياسيون وناشطون ومنظمات، على تويتر السلطات الأردنية، بمصارحة الشعب الأردني والكشف عن الجهة المسؤولة التي اخترقت هاتف المحامية والناشطة النسوية الحقوقية هالة عاهد، ومحاسبتها، متسائلين: “لمصلحة من وبأي حق يتعرض جهازها للاختراق والمتابعة؟”.
وتضامنوا معها عبر مشاركتهم على عدة وسوم أبرزها، #متضامن_مع_هالة_عاهد، و#هالة_عاهد، مؤكدين أن التجسس على مواطن لمجرد دفاعه عن حقوق الإنسان واقتحام خصوصيات سيدة بهذه الطريقة من خلال اختراق هاتفها والتجسس عليها هو عمل دنيء يستحق المحاسبة.
وأشار ناشطون، إلى أن التضامن مع هالة عاهد، هو بمثابة التضامن مع كل ناشط حقوقي وسياسي متواجد في كل ساحات العمل السياسية والحقوقية في مجتماعاتنا العربية، لافتين إلى أن السلطات العربية تفعل كل ما بوسعها لكي لا يكون الدفاع عن الحقوق أمرًا طبيعيًا، بل لكي لا يعيش من يدافع عنها حياة طبيعية.
وكانت المحامية والناشطة الحقوقية الأردنية هالة عاهد، قد صرحت، أمس الإثنين بتعرض هاتفها للاختراق عبر برنامج “بيجاسوس” الصهيوني وهو ما أكده تحقيق خاص لمنظمتي “اكساس ناو” و”فرونت لاين ديفندرز”، متسائلة: “من هي الجهة التي استخدمت هذا البرنامج لاختراق هاتفي وانتهاك حرمة حياتي الخاصة؟”.
وكشف تحقيقي “اكساس ناو” و”فرونت لاين ديفندرز” عن تعرّض ناشطتين حقوقيتين من البحرين والأردن لاختراق أجهزتهن باستخدام برنامج التجسس “بيجاسوس”، حيث قامت “فرونت لاين ديفندرز” بتحليل أجهزة الناشطات بمساعدة من منظمتي سيتيزن لاب ومختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية من أجل التأكد من استعمال بيجاسوس للاختراق.
واكتشفت “منظمة فرونت لاين ديفندرز” أن جهاز الناشطة الأردنية تعرّض للاختراق بواسطة برنامج بيجاسوس منذ شهر مارس/آذار 2021.
منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي “DAWN”، قالت إن تعرّض مدافعتين عن حقوق الإنسان من البحرين والأردن لاختراق أجهزتهن ببرنامج التجسس “بيجاسوس”، له تأثير مختلف على النساء لإقدام الحكومات في المنطقة على استغلال المعلومات الشخصية كسلاح للتهديد والإبتزاز.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أعرب عن تضامنه مع المدافعتين عن حقوق الإنسان، مطالبا السلطات الأردنية والبحرينية بتقديم تفسيرات واضحة حول هذا الموضوع.
وقال إنه يخشى أن يكون لاختراق هاتف إحدى أبرز المدافعات عن حقوق الإنسان جرأة وموضوعية في نقد سلوك السلطات الأردنية، علاقة مباشرة بنشاطها الحقوقي، مضيفا: “وبالمثل ينتابنا القلق إزاء احتمالية تورط سلطات المنامة باختراق هاتف الناشطة البحرينية والتي تعرضت للاحتجاز المتكرر بسبب نشاطها الحقوقي”.
وأكد المرصد خطورة جميع الممارسات التي تؤدي إلى انتهاك خصوصية الأفراد، داعيا جميع الحكومات المعنية إلى ضرورة وقف استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان.
الحركة النسوية في الأردن، أشارت أنه في ظل تجسس دول العالم على دول أخرى وأجهزة استخبارات، يسخر الأردن موارده وضرائب شعبه لملاحقة الناشطين، مضيفة أنه يجب تسخير هذه الموارد لإصلاحات أوفر وأكثر جدارة من تسخيرها بقمع من يطالبون بها.
كما تضامنت مجموعة تقاطعات النسوية الأردنية، مع هالة عاهد في وجه هذا الاعتداء الصارخ على حياتها الخاصة وخصوصية موكلاتها وموكليها ، مطالبين الجهات المسؤولة بتقديم تفسيرات واضحة لما حدث،والذي يعتبر منافيا تماماً للدستور الأردني.
ولفت الباحث في الشأن الصهيوني الدكتور صالح النعامي، أنه بعد الكشف عن اختراق هاتف الناشطة الحقوقية الأردنية ببرنامج التجسس بيجاسوس، يجب التذكير بتقرير للصحفي الصهيوني براك رفيد في موقع “أكيوس”، في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي أكد فيه أن مخابرات الأردن تتفاوض مع شركة “NSO” الصهيونية لشراء بيجاسوس.
وأكد أن ما تعرضت له هالة عاهد يوضح ركائز العلاقة بين أنطمة الاستبداد والكيان الصهيوني، مشددا على أن هذه الأنظمة الوظيفية تقدم خدمات هائلة للكيان الصهيوني على الصعد الإستراتيجية والأمنية والاقتصادية، مقابل ما يمنحه الصهاينة لها من أدوات لخنق شعوبها.
فيما أعربت الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة الدكتورة سلمى النمس، عن رفضها لاختراق خصوصية النساء الناشطات حقوقيا وسياسيا في الأردن، قائلة: “أرفض ذلك، كناشطة حقوقية وكأمينة عامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة”.
وقالت في تغريدة أخرى: “في بلد يتم الوقوف في وجه إزالة التمييز ضد المرأة باسم الأخلاق وبحجة الحفاظ على كرامة المرأة، يتم اختراق خصوصية سيدة لأنها ناشطة سياسية ومعارضة!”.
فيما رأى مغرد، أن نسخة من كل المعلومات التي تم جمعها خلال اختراق هاتف هالة عاهد ببرنامج بيجاسوس، ذهبت للموساد، قائلا: “وهذه مصيبة والمصيبة الأعظم أن الجهة التي تجسست دفعت ٦٥٠,٠٠٠ $”.