طالبت كلا من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، الكيان الصهيوني بوقف بناء وحدات استيطانية جديدة في القدس، باعتباره أمرا غير قانوني.
وأعرب وزراء خارجية الأربع دول، في بيانهم مساء أمس الأربعا ء عن قلقهم إزاء عمليات الطرد والهدم في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
وأشاروا إلى أن بناء مئات المباني الجديدة سيشكل عقبة جديدة أمام حل الدولتين، معتبرين أن البناء في تلك المنطقة سيعزز الفصل بين الضفة الغربية وشرقي القدس وأن تلك المستوطنات انتهاك للقانون الدولي.
ويأتي هذا بعدما وافقت سلطات الاحتلال هذا الشهر على خطط لبناء نحو 3500 وحدة سكنية في شرقي القدس ، نصفها تقريبا في مستوطنات جفعات همتوس وهار حوما.
وكانت واشنطن، قد دعت أمس الأربعاء، السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني، إلى الامتناع عن الخطوات أحادية الجانب التي تفاقم التوتر، مجددة دعمها لخيار حل الدولتين في مسألة الصراع الفلسطيني الصهيوني.
ولفتت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، إلى أن هذا العام يوفر فرصة لإعادة التزامنا بالتوصل إلى حل سياسي للصراع، قائلة: “ولذا نعيد التأكيد على دعمنا القوي لحل الدولتين”.
وبدوره استنكر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، طرد أسرة صالحية الفلسطينية وهدم منزلها في شرقي القدس ، حيث أكد أن الكيان الصهيوني يواصل حربه ضد الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن الاحتلال اقتلع أفراد عائلة مع أطفالهم، وألقى بهم في البرد القارس، واعتقل عددا من أفراد الأسرة وأنصارها، قبل أن تُهدم منازلهم، تاركين وراءهم اليأس والدمار.
وطالب وزير الخارجية الفلسطيني بـ”وضع حد لإفلات الكيان الصهيوني من العقاب، معتبرا أن ما سيأتي هو الأبارتهايد والفصل العنصري في القرن الـ21″.
كما أعرب المنسق الأممي لعملية السلام تور وينسلاند، عن قلقه من احتمال إجلاء أسر فلسطينية من حي الشيخ جرّاح وسلوان بالقدس بعد تدمير منزل عائلة فلسطينية واعتقال أفرادها، داعيا سلطات الاحتلال إلى إنهاء تهجير الفلسطينيين.
وبدوره ادعى سفير الكيان الصهيوني لدى الأمم المتحدة والولايات المتحدة جلعاد أردان، أن المسألة “شأن بلدي”، وأن الأرض مخصصة لمدرسة.
فيما شددت وزيرة الخارجية النرويجية أنكن هويتفيلدت، على أن “المستوطنات عقبة رئيسية في طريق السلام”.
وأضافت، في تصريح للصحفيين قبل بدء الاجتماع، أن “عمليات الهدم والتوسع (الاستيطاني) استمرت الليلة الماضية” مع طرد عائلة فلسطينية جديدة بالقدس ، وتابعت “يجب وقف كل الأنشطة الاستيطانية “.
وتأتي جلسة مجلس الأمن الدولي، بعد ساعات من مداهمة شرطة الاحتلال لمنزل يعود لعائلة صالحية بحي الشيخ جرّاح في القدس المحتلة، واعتقال الموجودين فيه، قبل أن تقوم جرافات البلدية بهدمه.
وعقب عملية الهدم، حذّرت الحكومة الفلسطينية وفصائل فلسطينية مسلحة من الإجراءات الصهيونية بالشيخ جراح ومدينة القدس، فيما اعتبرت حركة حماس أن هذه الجريمة لن تزيد أهل القدس إلا وقودًا لاستمرار المواجهة وتصعيد المقاومة بكل أشكالها.
وتسببت انتهاكات الاحتلال، قبل أشهر، بحق سكان القدس، ولاسيما أهالي الشيخ جراح، في اندلاع مواجهة عسكرية شرسة بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال الصهيوني، في مايو/أيار الماضي، دامت 11 يوما.
يشار إلى أن عائلة صالحية من بين عشرات العائلات الفلسطينية اللاجئة التي استقرت بحي الشيخ جراح عام 1956، بعد اتفاق مع وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).