أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أن استهداف مطار بغداد عمل جبان لتدمير سمعة العراق وتعريض مصالحه للخطر، مشددا على أن حكومته سترد بشكل حاسم على مثل هذه العمليات، وأن الصمت عليها سيحسبهُ المنفذون غطاءً سياسياً لهم.
ودعا الكاظمي، في بيانه اليوم الجمعة دول العالم لعدم فرض قيود على السفر والتنقل إلى العراق.
وكان مصدر أمني عراقي بخلية الإعلام الأمني العراقية، قد صرح بأن نحو 6 صواريخ سقطت فجر اليوم الجمعة على مطار بغداد الدولي غربي العاصمة، حيث خلفت أضرارا مادية في هيكل إحدى الطائرات المدنية خارج الخدمة، ولم يحدث أي خسائر بشرية أو اضطراب في حركة السفر.
وأوضح أن جميع الصواريخ سقطت في منطقة المدرج ومناطق قريبة من الجانب المدني في المطار، وأن مركز بغداد للدعم الدبلوماسي الذي يستضيف دبلوماسيين ومستشارين أميركيين لم يتأثر بالاستهداف.
وأضاف أن الهجوم يسعى إلى تقويض الجهد الحكومي في استعادة الدور الإقليمي للعراق، مشيرا إلى أنه تم تفعيل منظومة “سي رام” (SRAM) الأميركية المضادة للصواريخ.
وبدوره قال مصدر أمني عراقي، إن السلطات الأمنية ضبطت شاحنة صغيرة في قضاء أبو غريب غربي بغداد، وعلى متنها منصة الصواريخ التي استهدفت المطار، مفيدا بأن الأهالي أبلغوا القوات الأمنية عن انطلاق الصواريخ من منطقتهم، وأن هذه القوات لا تزال تجري عمليات بحث واسعة للوصول إلى منفذي هجوم اليوم.
من جانبه قال التحالف الدولي بقيادة واشنطن إن “مليشيات خارجة على القانون استهدفت مطار بغداد الدولي، وإن منظومة دفاع عراقية تصدت لعدد من الصواريخ”، فيما أعربت بعثة الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء موجة الهجمات الحالية وآخرها استهداف مطار بغداد الدولي.
كما تعرضت القواعد التي ترابط فيها قوات أميركية لهجمات عدة في الشهور الأخيرة، ففي الشهر الحالي استهدف هجوم بالصواريخ معسكر “النصر” (فكتوري) داخل مطار بغداد، والذي توجد فيه قوات أميركية، واستُهدفت قاعدة “عين الأسد” الجوية بطائرتين مسيرتين؛ بدون تسجيل خسائر.
وبينت شركة الخطوط الجوية العراقية، أن إحدى طائراتها تعرضت للضرر موضحة أنها من طراز “بوينغ 767” كانت متوقفة لأغراض الصيانة منذ مدة، وأشارت إلى استمرار رحلاتها من وإلى مطار بغداد رغم الهجوم.
ويضم مطار بغداد قسمين الأول مدني، والآخر عسكري يوجد فيه مستشارون عسكريون من الولايات المتحدة، إلى جانب قوات عراقية.
وسبق أن تعرض هذا المعسكر لهجمات صاروخية عديدة، السنوات القليلة الماضية، يلقي مسؤولون أميركيون وبعض العراقيين مسؤوليتها على فصائل شيعية متحالفة مع طهران تعارض الوجود العسكري الأميركي في العراق.
يشار إلى أن معسكر النصر الواقع في محيط مطار بغداد وتوجد فيه قوات أميركية تابعة للتحالف مهمتها حماية “مركز بغداد للدعم الدبلوماسي”، قد تعرض لهجوم بصواريخ في الخامس من يناير/كانون الثاني الجاري تزامنا مع مرور الذكرى الثانية لمقتل أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، والجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، إثر غارة جوية أميركية على طريق مطار بغداد.