شدوى الصلاح
قال كاتبان سوريان إن الأمم المتحدة دأبت على إبقاء الصراع السوري الذي وصل عامه العاشر، مفتوحا على مصراعيه في المنطقة “لإنهاكها وتبديد ثروتها وقتل وتشريد شعبها”، مشيرين إلى أنها “تتبنى سياسات النظام السوري وحلفاؤه في روسيا وإيران”.
وأجمعا في حديثهما مع “الرأي الآخر”، على أن السوريين هم من يدفعون ثمن التخاذل العالمي مع قضيتهم، مذكرين بالمواقف التي خذلت فيها الأمم المتحدة الشعب السوري وانزوت إلى جانب النظام السوري وحمت رئيسه بشار الأسد.
ولفتا إلى أن الأمم المتحدة بمختلف مؤسساتها وعلى رأسها مجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي والهيئات الدولية، خدموا النظام السوري، وتجاهلوا المآسي الإنسانية التي يعيشها السوريون منذ بداية أزمتهم، وسخرا من تصريحها اليوم بأن السوريين لا يثقون في المجتمع الدولي.
وقال الكاتب في الشأن السوري الدكتور زياد أيوب، إن السوريين مازالوا يدفعون ثمن تخاذل الأمم المتحدة بكافة مؤسساتها مع قضيتهم العالقة بين نظام باع سوريا بأكملها للدول التي دعمته وبين معارضة كانت لعبة بين الدول الداعمة لها، دون أن تتحرك بشكل فعلي ومؤثر لحلها.
وأشار في حديثه مع الرأي الآخر، إلى أن الشعب السوري هو من دفع ثمن ذلك قتلاً وتشرداً ولجوءاً ونزوحاً وجوعاً وتصفية للمتظاهرين واعتقالا للناشطين وحصارا للقرى والمدن وتهجيراً لأهلها وقذفهم بالكيماوي.
وأكد “أيوب” أن “كل ذلك لم يحرك الأمم المتحدة لاتخاذ أي إجراء رادع ضد النظام السوري، ولم تقدم سوى قرارات تم إدراجها في مكاتب الدول المتحكمة في القرار العالمي حتى أصبح لدى السوريين قناعة مطلقة بأنها حامية النظام ومدافعة عنه ومتسببة في إطالة أمد بقائه”.
ولفت إلى أن مبعوثي الأمم المتحدة والمسؤولون عن الملف السوري، متهمون بتقاضي رواتب من جهتي الأمم المتحدة والنظام السوري الذي وظفهم لخدمته طوال هذه السنوات التي ماطل الجميع ليبقى الشعب السوري تحت القتل والتشريد والجوع.
وقال “أيوب” إن الأمم المتحدة لم تقدم للسوريين شئ حتى يثق بها سوى الوعود والقرارات التي ذهبت أدراج الرياح دونما تأثير على أرض الواقع، بل وفشل المبعوثين في إجبار النظام على الالتزام بأي بند من بنود القرارات الدولية أو الاتفاقيات الموقعة بين الدول الضامنة.
وأوضح أن “هذا كله كان أحبط السوريين الذي تركوا للقتل والتشريد على مرآى شاشات التلفزة وفي صفحات التواصل الاجتماعي وكأنما يعيشون في كوكب لا يمت للإنسانية بصلة”، قائلا إن: أن “الأمم المتحدة متهمة أكثر من النظام السوري”.
أما الكاتب والباحث السوري الدكتور ياسر سعد الدين فأكد، أن التجربة السورية مع المنظمات الأممية لا تحمل أي ذاكرة طيبة ولا بادرة حسنة.
وأشار إلى أن التقارير الصادرة على مدار الأزمة السورية، كشفت أن الأمم المتحدة كانت داعمة للنظام السوري، وكثير من الإغاثات الإنسانية التي بعثت للسوريين وصلت إلى أيدي النظام.
وأضاف “سعد الدين” أن الأمم المتحدة كانت ومازالت تشارك في عمليات تهجير السوريين، وشرعنت التهجير القسري وكانت ضامنة لاتفاقيات مع النظام وروسيا بالمخالفة للقانون الإنساني ومنتهكة لحقوق الإنسان.
وأقر أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن العديد من السوريين فقدوا الثقة بقدرة المجتمع الدولي في صياغة مسار متفق عليه للخروج من الصراع المستمر منذ 10 سنوات.
وأوضح أن 10.5 مليون شخص يحتاجون إلى الدعم، في وقت يعيش 9 من كل 10 سوريين في فقر، وتعد المساعدة الإنسانية والحماية التي تقدمها وكالات الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني هي المصدر الوحيد لبقائهم على قيد الحياة.
واعترف “غوتيريش” بأن السوريين منذ 10 سنوات يعانون من الموت والدمار والتهجير والحرمان، وقتل مئات الآلاف من المدنيين وجرح الملايين، وتم إجبار أكثر من نصف السكان على ترك منازلهم، وتعرض عدد لا يحصى من الآخرين للجوع تحت الحصار أو التعذيب أو الاعتقال غير القانوني أو الاختفاء القسري.
جاء ذلك في رسالة فيديو مسجلة بثت اليوم، خلال مؤتمر بروكسل الخامس للمانحين الدوليين بشأن دعم مستقبل سوريا والمنطقة، الذي انطلق الإثنين ويختتم أعماله الثلاثاء.