دعا الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، الشعب التونسي للخروج إلى الشوارع غدا في ذكرى الثورة التونسية “ثورة الياسمين” 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري، التي كانت بداية الشرارة لثورات الربيع العربي، للخلاص من انقلاب الرئيس التونسي قيس سعيد، وديكتاتوريته، ومحاسبته.
وشبه في كلمة له عبر مقطع فيديو بثه، على حسابه بالفيسبوك، أمس الأربعاء 15 ديسمبر/كانون الأول 2021، انقلاب سعيد على الدستور والشرعية في 25 يوليو/تموز 2021 ، بالانقلاب العسكري على الرئيس السابق الراحل محمد مرسي في 30 يونيو/حزيران 2013.
وقال المرزوقي، إن الثورة التونسية تم الغدر بها وبيعها والتآمر ضدها، بواسطة الافتراءات والأكاذيب، مشيرا إلى أن الثورة قامت احتجاجا على التعذيب بالسجون والفساد والأوضاع السياسية السيئة.
وأضاف أن الثورة كانت بمثابة شعاع النور الذي أضاء البلاد، ليشار للشعب التونسي بالبنان على تجربته الديمقراطية، كأول دولة عربية تؤسس لدستور ومؤسسات حرة وأصبح الشعب يمتلك حريته ويقرر مصيره، كما استعيدت بعض الأموال التي هربها الرئيس الأسبق زين العابدين بن على ورجال نظامه.
وأوضح المرزوقي، أن اتهام البعض للثورة بأنها لم تنجز شيء هو محض افتراء، مشيرا إلى أن رئيس مثل الباجي السبسي، هو محسوب على النظام القديم وليس على الثورة، وأنه قاد الثورة المضادة ضد الثوار خلال اعتصامات الرحيل.
وأشار إلى تحالف حزب النهضة مع النظام القديم وحزب نداء تونس التابع للثورة المضادة، قائلا إن فترة من 2014 إلى 2019، تم حكمها من قبل النظام القديم، متسائلا إن كان حكم قيس سعيد منذ عام 2019 له علاقة بالثورة.
وأكد المرزوقي، أنه طوال ثلاثون عاما هي فترة نضاله لم يسمع بسعيد مرة واحدة، وأن هدفه هو تدمير دستور الثورة، والارتداد إلى دستور 1959، مذكرا بانضمامه في اعتصام الرحيل التابع للثورة المضادة.
وتابع: “الثورة اختفت منذ 2014 ومن يدير البلاد ويحكمها هو النظام القديم، حيث تمت عرقلة الثورة ووضع العصا بدولابها”، مؤكدا أن التراجع الاقتصادي وسوء الأحوال العامة بسبب حكم النظام القديم.
وشدد المرزوقي، على ضرورة الإطاحة بالنظام الحالي والعودة للثورة وشعاراتها النبيلة “الشعب يريد إسقاط النظام”، مؤكدا أنه للحصول على مستقبل أفضل للبلاد لابد من التخلص من النظام القديم.
وأكد أنه يجب أن ينتهي النظام القديم ويجتث من جذوره للعودة إلى مسار الثورة الصحيح، رافضا التصالح معه، حيث رأى أنه هو السبب في القضاء على حلم الثورة التونيسة.
وحث المرزوقي، الشعب التونسي على التجمع والتظاهر في العاصمة التونسية وفي كل مكان بالبلاد وعدم الرجوع حتى يسقط سيعد، كونه منقلب على الدستور وممثل للنظام القديم، قائلا إن هذا هو الهدف.
واستنكر تصديق البعض لسعيد بعد أن حلف بكتاب الله كذبا وانقلب على الدستور، متسائلا هل أنتم متأكدون من أنه سوف يعطي الفقراء والمحتاجين مثلما أدعى؟.
وذكر المرزوقي، بمحاولات الانقلاب على البرلمان المنتخب شرعيا، وأن محاولات النظام نجحت في ذلك ليغيروا دستور الثورة ويعودوا للدستور القديم وحكم الفرد الواحد وليس حكم المؤسسات.
وشدد على ضرورة محاكمة سعيد على أفعاله وجرائمه وأهدافه ليكون مصير أمة بأكملها في أيدي شخص واحد، مؤكدا أن الشعب التونسي لا يجب عليه الخضوع لشخص مستبد منقلب على الشرعية.
وطالب المرزوقي، الشعب التونسي بتحمل المسؤولية تجاه الثورة التي أعادت استقلال القضاء، مطالبا رجال القضاء بالإعداد لمحاسبة سعيد على جرائمه، ورجال الأعمال، الذين ساعدتهم الثورة سابقا، بالوقوف في صف الثوار.
وختم حديثه، بأن نزاعات الطبقة السياسية والأحزاب هي من ساعدت في الوصول لما آلت إليه الأوضاع، وناشدهم بالتوحيد وعدم تكرار الأخطاء، وكل مؤسسات الدولة بتوحيد الصف لمواجهة ديكتاتورية سعيد.