أكد أستاذ العلوم السياسية عبدالخالق عبدالله، أن رئيس الحكومة السابق في لبنان سعد الحريري، سينعم هو وعائلته بحياة آمنة بعدما أعلن انتقاله إلى الإقامة في أبو ظبي أمس.
وكان الحريري، أعلن الإثنين الماضي تعليق نشاطه السياسي وعدم الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، في الوقت الذي تشهد فيه لبنان انتكاسات على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وبرر السياسي البارز ورئيس تيار المستقبل، قراره بعدم وجود أي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني وسيطرة حزب الله الموالي لها، والتخبط الدولي والانقسام الوطني بين السياسيين والأحزاب.
وأعلن أمس عن انتقاله للعيش في أبو ظبي، ليثير التساؤلات لماذا لم ينتقل للعيش بالرياض في قصر والده المنيف بمنطقة العليا، إضافة إلى علاقاته الجيدة بالنظام السعودي، التي توترت بعد اتهامه بعدم مواجهة حزب الله.
يذكر أن الحريري، بدأ عمله السياسي بعد اغتيال والده رفيق الحريري رئيس الحكومة الأسبق عام 2005، ثم قاد فريق “قوى 14 آذار” المناهض لسوريا، وبعد فوزه بالانتخابات البرلمانية عمل على إخراج القوات السورية من لبنان بعد تواجدها قرابة الـ30 عاما.
وبعد زيادة نفوذ حزب الله في لبنان، تراجعت كتلة الحريري بالبرلمان إلى الثلث في انتخابات عام 2018، وأرجع البعض ذلك إلى تنازلات من جانبه بهدف عدم تسعير الحرب والنزاعات بين الأطراف اللبنانية المختلفة.
وتتعمد الإمارات مؤخرا إيجاد دور لها داخل الساحة اللبنانية، كسائر الساحات التي تعمل للاستحواذ عليها بشكل منفصل بعيدا عن دول مجلس التعاون الخليجي.
بعد توسع استثماراتها في كافة الدول بإستثناء لبنان وسوريا، بدأت العمل على استغلال العلاقات مع القوى السياسية الفعالة لتأسيس شبكة تدعمها في تنفيذ مشاريعها الإستثمارية.
ومن أهم ما يدفعها للسيطرة على الداخل اللبناني، سعيها للاستحواذ على مرفأ بيروت الذي خسرت عقد تطويره منذ عام 1998، لتكمل إحكام قبضتها على طريق النقل البحري العالمي، الذي يعد نشاطها الرئيسي.
أما على الصعيد السياسي، فتهدف إلى إزاحة حزب الله كونه من المعارضين للتطبيع بالمنطقة، خاصة بعد علاقتها وتطبيعها مؤخرا مع الكيان الصهيوني على كافة الأصعدة.