أثارت الحوادث المتلاحقة التي تشهدها مصر غضب الناشطين على تويتر، بداية من جنوح سفينة حاويات عملاقة في قناة السويس، مروراً بحادث اصطدام قطاريين في مركز طهطا جنوبي البلاد، وصولاً إلى سقوط عقار بمنطقة جسر السويس، وما بينها من كوارث أخرى لم تذكر.
وطالب الناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية، ومشاركتهم في وسوم عدة تصدرت مع الأحداث أبرزها #قناة_السويس، #جسر_السويس، #قطار_سوهاج، وغيرها، برحيل رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، “الذي أثبت فشله وفشل نظامه وفساده”.
وحملوا الجهات العسكرية المسؤولية عن الحوادث المتلاحقة التي تشهدها مصر، إذ يرأس هيئة السكك الحديدية وقناة السويس شخصيات عسكرية، داعين إلى محاسبة المسؤول عن تلك الكوارث التي تشهدها مصر.
واستنكر ناشطون فقدان الإعلام المصري لمهنيته وموالاته لسلطات النظام المصري، وتجاهله لكل الأحداث التي تصدرت إعلام العالم كله، متهمينه بتصدير الكذب للشعب والتلاعب بوعيه وتزييف الحقائق والترويج لدور أجهزة الدولة في إنقاذ المصابين في الأحداث.
ويأتي هذا الأسلوب المتعمد وسط تصاعد لأعداد ضحايا الكوارث، وصعوبة الأوضاع الاقتصادية، إذ تسبب جنوح سفينة الحاويات في قناة السويس صباح الثلاثاء 23 مارس/آذار 2021، بأزمة أوقفت حركة الملاحة على جهتي القناة شمالاً وجنوباً.
وأسفر حادث تصادم القطارين عن وفاة 32 شخصاً على الأقل وإصابة 165 آخرين، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة المصرية أمس الجمعة 26 مارس/آذار 2021.
فيما تسبب انهيار عقار جسر السويس المكون من 9 طوابق صباح اليوم السبت 27 مارس/آذار 2021، بوفاة ما لا يقل عن 5 أشخاص وإصابة 24 آخرين.
بدوره، أشار أستاذ الاتصال السياسي الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد، إلى أن مصر لم تكد تفيق من مصيبة قطر الغلابة في سوهاج، حتى فُجعت بانهيار مبنى على رؤوس ساكنيه في جسر السويس.
وأكد أن “حصاد الحكم العسكري في مصر كان بائساً منذ مطلع الخمسينيات، لكن البؤس الذي خلّفه انقلاب 2013 كان فظيعاً وشاملاً، وليس لمصر ولا لغيرها من البلدان أن تجنيَ من الشوك العنب”.
وشدد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي القرة داغي، على أن ما وقع من حوادث مجلجلة خلال اليومين الماضيين في مصر، لا ينبغي أن يمر دون حساب، قائلاً إن ما حدث لو حدث في أي بلد يحترم مواطنيه لاستقالت المؤسسات المسؤولة فوراً وتمت محاسبة المقصرين والمهملين والمتلاعبين بأرواح الناس !.
ونشر الصحفي عبد العزيز مجاهد، صورة للسيسي خلال الخطاب الذي أعلن فيه الانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي محمد مرسي، بحضور شيخ الأزهر، قائلاً إن في هذه اللحظة تم رفع سعر البنزين والسولار وتعويم الجنيه والتنازل عن أرض مصر في تيران وصنافر واعتقال عشرات آلاف المصريين وتدمير السياحة”.
وأضاف أن في “هذه اللحظة تم نقل مصر من خانة الشعوب الثائرة للشعوب المركوبة المتسولة
وتابع “ولأن هناك من أدرك هذا من اللحظة الأولى فقد كان مستعدا لبذل دمائه لمنع تلك الكوارث”.
وسخر الإعلامي أسامة جاويش قائلاً: “سقوط عقار جسر السويس أمر طبيعي، وكارثة قطار سوهاج بتحصل عادي، توقف الملاحة في قناة السويس وارد طبعا..”.
وأضاف “طالما ظل النظام يفكر بهذه الطريقة وطالما استمرت الأذرع الإعلامية في ترويجه وطالما ظل هناك من يقتنع بهذه التبريرات فيظل المواطن المصري ضحية لفساد وفشل وعجز مستمر للعسكر”.
وأشار الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، إلى أن مصر شهدت خلال ثلاثة أيام انسداد قناة السويس، تصادم قطارين يوقع مئات القتلى والجرحى، انهيار مجمع سكني في القاهرة يوقع مئات الجرحى والقتلى، قائلاً: “لذلك نقول ارحل يا سيسي يا فاشل !”.
ولفت استاذ العلوم السياسية والعالمية الدكتور خليل العناني، إلى أن مصر تتصدر نشرات الأخبار الإقليمية والعالمية ليس بأخبار جيدة وطيبة، وإنما بمآس وكوارث إنسانية وتجارية واقتصادية، مؤكداً أن مصر تحت الاستبداد أشبه بالثقب الأسود الذي يبتلع ويقتلع كل ما هو طيب ونافع ومفيد، كي يحل محلّه كل ما هو فاسد وضار وخبيث.