شدوى الصلاح
استنكر الباحث الفلسطيني أدهم أبو سلمية، سيطرة المستوطنين الإسرائيليين أمس على 15 بيتاً فلسطينياً في حي سلون بالقدس، ورفعهم أعلام الاحتلال عليها، بعد طرد سكانها الأصليين، في الوقت الذي تتحدث فيه الدول المطبعة عن “التعايش السلمي” مع إسرائيل.
وأكد في حديثه مع “الرأي الآخر” أن التطبيع أعطى ميزة إضافية للاحتلال الإسرائيلي لممارسة مزيد من التسلط والاستهداف للقدس والفلسطينيين واستباحة منازلهم ومقدساتهم في ظل غياب الظهير العربي عن الفلسطينيين.
وندد “أبو سلمية” بمطالبة الدول المطبعة للفلسطينيين بضرورة التعايش رغم أفعال الاحتلال المتناقضة مع جوهر ما تدعي دولة الكيان الصهيوني أنها تقوم عليه، واصفاً ما حدث بأنه جريمة من جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة في مدينة القدس.
وأشار إلى أن هذه الأفعال تترافق مع مسار التطبيع الذي يقوم بالأساس على دعاية يحاول تسويقها بأن الإسرائيليين راغبون في التعايش السلمي والتسامح داخل مدينة القدس تحديداً وفي عموم الأراضي الفلسطينية، والحقيقة أن سلوكهم مخالف تمامًا لما يدعونه.
وأوضح “أبو سلمية” أن سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على بيوت الفلسطينيين تأتي في إطار استمرار مخطط تهويد مدينة القدس على يد المستوطنين الصهاينة، والاستيلاء على الأحياء القريبة والمشرفة والمطلة على المسجد الأقصى وتحديدًا حي سلوان.
وبين أن هذه الجماعات الصهيونية كانت تقوم بهذا السلوك في السابق تحت حماية الاحتلال الإسرائيلي ومحاكمه التي تلاحق الفلسطينيين والمقدسيين بحجج واهية منها زيادة تراخيص البناء أو عدم وجودها أو زيادة الضرائب، أو التحجج بأنها أملاك الغائبين كما يسموها.
وأضاف “أبو سلمية” أن الاحتلال تحت تلك الحجج يصادر تلك المنازل، في إطار مخططه للاستيلاء على المدينة المقدسة.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي دمر أكثر من 200 منشأة في عام 2020 وأبعد أكثر من 390 فلسطيني عن مدينة القدس وعن المسجد الأقصى، ضمن مخطط واسع وشامل يستهدف المدينة المقدسة ويستهدف سكانها المرابطين فيها من المقدسيين.
وأضاف “أبو سلمية”: “نحن نتكلم عن جماعات كانت منبوذة داخل المجتمع الإسرائيلي حتى وقت قريب، لكنها اليوم لها أكثر من 17 حاخام في الكينست الإسرائيلي في الانتخابات الأخيرة، وبالتالي أصبحوا قوة مؤثرة في أي حكومة إسرائيلية قادمة”.
يشار إلى أن مصادر فلسطينية قالت إن الجمعية الاستيطانية “عطيرت كوهانيم” هي التي سيطرت على منازل الفلسطينيين في حي سلوان.