شدوى الصلاح
قال الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية محمود شعبان، إن مهاجمة الرئيس الإيراني حسن روحاني، إسرائيل وانتقاده الهجوم على منشأة “نطنز” النووية الذي وقع الأحد الماضي، “طبيعي”، لتزامنه مع محادثات فيينا ومناقشة عودة واشنطن للاتفاق النووي.
كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أعلن في 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، وأعاد العمل بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، إلا أن الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن رغبة بلاده العودة إلى الاتفاق شريطة التزام طهران مجددا بالقيود النووية الواردة في نص الاتفاق.
والثلاثاء 13 أبريل/نيسان 2021، انطلقت محادثات فيينا لإعادة لإعادة أميركا إلى الاتفاق النووي، وتمهيد الطريق لتراجع إيران عن تملصها من القيود التي فرضت عليها بموجبه
وأكد “شعبان” خلال حديثه مع “الرأي الآخر” أن روحاني يواجه أزمة حقيقية داخلية تتعلق بهجوم نطنز الذي صعد الانتقادات الداخلية لإدارته للبلاد، في ظل حالة الحنق الشديدة لدى الرأي العام وحتى لدى صناع القرار من ضعف سياساته في معالجة الملفات المختلفة.
وأشار “شعبان” إلى أن روحاني بات بعيدا عن الحضور “العلني” للتعليق في كثير من التطورات كما لو كان يستعد للرحيل من منصبه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في الجمهورية المقررة 18 يونيو/حزيران 2021 المقبل.
وعن توقعاته لمصير المفاوضات الأميركية الإيرانية الجارية في فيينا بشأن الملف النووي، قال إن المفاوضات بين الجانبين تبدأ دائما بالحديث عن المعتقلين، وهي عادة دأب عليه الساسة الأميركيين والإيرانيين.
وأوضح “شعبان” أن ذلك لجس نبض بعضهما ومدى القدرة على الوصول إلى تفاهمات في ملف المعتقلين، وهذا ما حدث بالفعل في فيينا هذه الأيام، وتشير الأنباء إلى خطوات إيجابية في هذا الملف، بالإضافة إلى استباق مباحثات فيينا برسائل تطمينية مهدت المناخ بينهما.
ولفت إلى أن إدارة بايدن أقدمت على حل أزمة حركة الدبلوماسيين الإيرانيين في الأمم المتحدة بنيويورك وسهلت تحركاتهم وأطلقت تصريحات تخص تخفيف بعض العقوبات الأميركية عن إيران، وألغت القرار الصادر بوضع الحوثيين على قوائم الإرهاب حول العالم.
وأوضح الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن إيران في المقابل، واجهت هذه الخطوات بالموافقة على تفاهم لمدة 3 أشهر لاستمرار الإشراف الدولي على المنشآت الرئيسية النووية، وتحدثت عن شروط ميسرة في أزمة التعامل مع العقوبات الأميركية عليها.
وقال: “نحن أمام حالة من حالات عض الأصابع بين الطرفين، تحاول إيران الضغط على الجانب الأميركي وكذلك الدولي من خلال إعلان الاستمرار في تخصيب اليورانيوم وزيادة نسبته، فيما تدفع أميركا إيران إلى المضي قدما في المفاوضات للوصول إلى صيغة مرضية”.
وأكد “شعبان” أن واشنطن تستخدم الذراع الإسرائيلي “من خلال الضوء الأخضر” للهجوم على المنشآت الإيرانية النووية وإحراج طهران أمام العالم وبالتالي يجبرها ذلك على قبول صيغة مقبولة من اتفاق جديد مقارب لصيغة 2015.
وخلص إلى أن نجاح المفاوضين في فيينا في تهيئة المناخ من خلال التفاهم حول ملفات المعتقلين بين إيران وأميركا وكذلك فهم رسائل الهجوم على نطنز، ستكون كفيلة بضمان نجاح مفاوضات فيينا مرة أخرى وإن كان ذلك سيستغرق وقتاً ليس بالقليل بطبيعة الحال.