أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية خليل العناني، أنه لا يوجد حزب في مصر الآن يجرؤ على معارضة رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي.
وقال في مقطع فيديو بثه على قناته باليوتيوب، أمس السبت، إن مصر لها نظام واحد مهيمن عليه هو حكم العسكر، وأن هذا النظام لا يسمح بوجود غيره، مشيرًا إلى احتكار السيسي لكافة المؤسسات السياسية بالدولة.
واستنكر العناني نسق تفكير العسكر، الذين يعتبرون أنفسهم أنصاف آلهة منزلون من السماء لإنقاذ العباد، بينما العكس صحيح لما يقومون به من تخريب وسلب للبلاد.
وأضاف أن من أهم خصائص الحكم العسكري في مصر على مدار 70 عاما هو عدم احترام الدستور أو الأحزاب أو الانتخابات، كما أن المتواجد منها هو فقط صوري وغير حقيقي.
وأوضح أن المتحكم في كل مناحي الحياة في مصر منذ انقلاب 1952 هم العسكر، مؤكدًا أنه لا يوجد رئيس مصري واحد احترم الدستور، بدايةً من جمال عبدالناصر الذي حكم عام 1954، بعد تعطيله لدستور 1923.
وتابع العناني، أن أنور السادات لم يحترم الدستور أيضًا حتى بعد وضعه دستور 1971، والذي كان ينص على وجود فترتي رئاسة كل فترة 6 سنوات، ثم عدله في 1980 بوضع مادة تسمح ببقاء الرئيس في السلطة مدى الحياة.
ورأى أن حكم المخلوع حسني مبارك كان الأسوأ، حيث كان يعتبر نفسه فوق الدستور والقانون والبرلمان، وكانت المعارضة في عهده كرتونية إلا استثناءات قليلة، مذكرًا بأحد رؤساء أحزاب المعارضة الذي كان يُعين في مجلس الشورى بقرار من رئيس الجمهورية.
ولفت العناني، إلى أن ولاء الرئيس في الأنظمة العسكرية الديكتاتورية ليس للشعب وإنما للجيش فقط، حيث أنه لم يعين من قبل البرلمان أو الانتخابات الحرة بل جاءت به المؤسسة العسكرية مصدر السلطة الفعلي.
وذَكر بخطاب التنحي الشهير لمبارك في يناير/كانون الثاني 2011، والذي ألقاه رئيس المخابرات السابق عمر سليمان، قائلا: “قرر الرئيس مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدراة شؤون البلاد”.
وأكد العناني، أن ذلك كان اعتراف من مبارك بأنه لم يكن يحكم بناءا على انتخابات حقيقة من الشعب، حيث كان يجري انتخابات مزورة، لهذا بعد تنحيه عن الحكم لم يتركه للشعب بل للقوات المسلحة.
وأبان أن السيسي يعمل على تمكين العسكر من كافة أوصال الدولة، لأنهم الداعم الوحيد والفعلي له، ويسترضيهم دائما من خلال تقليدهم الوظائف المدنية بعد خروجهم من الخدمة، والزيادة الدورية للمرتبات والمزايا لهم دون غيرهم، لشراء ولائهم.
وأشار العناني، إلى أن رئيس الانقلاب حريص دائما على تغيير قادة الأفرع داخل مؤسسة الجيش، خوفًا من أن ينقلب عليه البعض منهم، ليظل محكمًا سيطرته مستعينًا بالمخابرات الحربية.
وأوضح العناني، أن هناك دائما حالة شك بين الرئيس والقادة العسكريين سواء في الجيش أو المخابرات، فيتم تغيرهم باستمرار حتى لا تحاك مؤامرة تطيح بالرئيس.
واستدل على ذلك بإطاحة عبدالناصر لوزير الحربية عبدالحكيم عامر بعد هزيمة مصر في يونيو/حزيران 1967، وإطاحة السادات لرئيس الأركان محمد فوزي ضمن ما أسماه التخلص من مراكز القوى، وأيضًا إطاحة مبارك للفريق عبدالحليم أبو غزالة والذي كان يحظى بشعبية واسعة.
وأكد العناني، أن السيسي فعل الأمر نفسه مع كل من دعموه في انقلاب يوليو/تموز 2013، خوفًا من أن يشكلوا تهديد على نظامه، حيث تخلص من صدقي صبحي وزير الدفاع السابق، ومن صهره رئيس الأركان محمود حجازي.