شدوى الصلاح
أكد المحلل السياسي الأردني فهد صقر، أن “تبرع” بعض الأنظمة الإقليمية والدولية بإعلان بيانات الدعم والمساندة للنظام الأردني دليل على سوء النوايا لهذه الأنظمة لتسخين الأمور أكثر وجعلها تبدو وكأن النظام يتعرض لانقلاب أو خطر وجودي، وهذا غير صحيح.
وأضاف خلال حديثه مع “الرأي الآخر”، أن بيانات الدعم المزعوم، والتغطية الإعلامية غير البريئة للحدث لم يكن المقصود منها إلا الإثارة وتصعيد للدراما والاصطياد بالماء العكر، وليس الدعم والمساندة لأن أحدا لم يطلب ذلك.
وأكد “صقر” أنه ليس من باب الضرب بالمندل أو الرجم بالغيب القول إن الأردن مستهدف بغض النظر عن طبيعة النظام، مشيراً إلى أن البلد والشعب والنظام مستهدفون لأن الأردن هو آخر قلعة من قلاع ما يسمى بدول الطوق ما زالت قائمة وجبهتها الداخلية متماسكة.
وأوضح أن المطلوب ضرب هذه الجبهة وزعزعتها أمنياً وسياسياً، ليلحق الأردن بركب مصر وسوريا ولبنان والعراق، جازماً بأن “الكيان الإسرائيلي له دوراً رئيسي فيما يحدث، إما بشكل مباشر عن طريق عملائه في الداخل أو بالوكالة عبر وكلائه في الإقليم وكفلائه في واشنطن”.
وأشار “صقر” إلى أن ولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين، صاحب الشخصية المركزية لم يكن مستغربا أن يكون له دور وسط أزمة مستجدة جاءت مفاجئة للجميع لتضاف إلى سلسلة أزمات مزمنة تعصف بالنظام والحكومة الأردنية منذ زمن.
وأوضح أن من بين تلك الأزمات الفساد والمحسوبية وتباطؤ الاقتصاد وازدياد معدلات البطالة والغلاء الفاحش التي تفاقمت بفعل جائحة كورونا التي ما زالت تتفاعل على المستوى المحلي وتزيد الأمور سوءا إلى سوء.
ولفت المحلل السياسي الأردني، إلى أن الأمير الهاشمي معروف بتصريحاته الجريئة سابقا التي تنتقد الأداء الحكومي وتدعو إلى محاربة الفساد وتحض على الإصلاح.
وأعرب عن استغرابه هذه المرة من مقدار الجرعة في رد فعل النظام الذي قام بتجريد الأمير من حراسته ومطالبته بعدم مغادرة منزله أو القيام بأي زيارات أو فعاليات، الأمر الذي اعتبره الكثيرون بمثابة إقامة جبرية على الأمير رغم نفي الحكومة لهذا الأمر.
وأضاف “صقر” أن الأسلوب الذي تم به توقيف المطلوبين حسن بن زيد والوزير السابق باسم عوض الله المحسوبين على النظام أصلا وبعض وجهاء العشائر أو الشخصيات ذات الوزن العائلي الذين وجهت لهم شبهات أمنية، مستغرب أيضا.
وأكد أن الحكومة قصدت القيام بذلك بشكل درامي بواسطة قوات خاصة مدججة بالسلاح ومرتدية للأقنعة لاعتقال المشبوهين وكأنهم هاربين من وجه العدالة أو تجار مخدرات أو إرهابيين بينما كان بمقدورها استدعائهم بهدوء عبر الهاتف أو بالتبليغ الروتيني للحضور.
وقال “صقر” إنه لم يكن هناك داعياً ولا مسوغاً لكل هذه الدراما في الاعتقال من جانب الحكومة، مما يشير الى وجود نوع من التواطؤ أو دور للبعض داخل مؤسسات النظام والدولة العميقة للعب دور في هذه المؤامرة المزعومة.
وبين أن أي مؤامرة داخلية تستهدف النظام هي مثلث له ضلعين في الداخل وضلع في الخارج، ويشارك فيها عناصر من داخل النظام كأحد الأضلاع بينما يلعب المعتقلين أو الموقوفين الضلع الثاني، ويلعب الخارج الضلع الثالث وهو الأخطر.
يشار إلى أن ولي العهد الأردني السابق قال في تسجيل فيديو نشره موقع البي بي سي مساء أمس السبت 3 مارس/آذار 2021، من داخل قصره إنه تحت الإقامة الجبرية، وطُلب منه البقاء في المنزل وعدم الاتصال بأي شخص.
وأصدر حمزة تسجيلا بعد أنباء عن أن الجيش في البلاد أمره بوقف الأعمال التي تستهدف “استقرار وأمن البلاد”، بعد أن نفى قائد أركان الجيش يوسف الحنيطي أنباء عن اعتقال حمزة.